رادار نيوز – تعد القرفة من البهارات المطيبة والتي تستخدم بكثرة في المخبوزات, وهي مطحون لحاء أشجار تنتشر في جنوب أسيا, وشرق المتوسط, وفي واقع الأمر تتعدى قيمة القرفة كونها بهار مميز الطعم إلى القيمة الصحية التي قد تفاجأ الجميع, حيث عرفت الحضارات القديمة المختلفة القرفة كمادة علاجية, فمثلا في الهند, و منذ ألاف السنين, كان هناك نظام علاجي يدعى الأيورفيدا, كان يستخدم القرفة كمنشط للدورة الدموية, تدفئة الجسم والتخلص من البرد, وفي الحضارة الصينية القديمة, كانت القرفة تستخدم للوقاية من نزلات البرد, والاضطرابات المرتبطة بعمل الكلى.
في عام 1918 انتشر نوع من الإنفلونزا يدعي الإنفلونزا الإسبانية, وقد فتكت بالناس, لم يكن في مأمن منها إلا الذين كانوا يعملون في مجال استخراج القرفة, وفي القديم أيضا, كانت القرفة جزءا من تركيبة الزيت المقدس الذي يستخدمه الكهنة في المعابد, أما حديثا, في عام 2007 دخلت القرفة في تركيب اللقاح المضاد لإنفلونزا الطيور, إذ اثبتت قدرتها على تحسين مناعة الجسم.
قد تكون هناك لمسة من العشوائية في طرح القرفة كمطيب للمواد الغنية بالدهون والكربوهيدرات, ولكن ما أثبتته الدراسات الحديثة, أن القرفة مهمة جدا في مثل هذا النوع من المأكولات, وذلك لأسباب صحية, فإن القرفة تعمل على الحد من أثر هذه الأطعمة على نسبة السكر في الدم التي تعمل هذه الأطعمة على رفعها, وقد تساعد القرفة أيضا مرضى السكري في التقليل من مقاومة الجسم لإنتاج الانسولين, وقد أوصت الجمعية الأمريكية للسكري بتناول القرفة وإضافتها إلى الأطعمة المختلفة, فهي تعمل وبكفأة أكبر من العقاقير الطبية بالنسبة لبعض أنواع السكري.
أما بالنسبة للدهون, فالقرفة تعمل على تقليل نسبة الدهون في الجسم, وزيادة الكتلة العضلية, أما رائحة القرفة الطيبة , فليست رائحة زكية تحسن مزاجك للطعام فحسب, بل تؤثر وبشكل مباشر على وظائف الدماغ, فتحفز المراكز العصبية في الدماغ, وتزيد من القدرة على التركيز, والإدراك, وتزيد المهارات الدراسية للطلبة, مثل التذكر, والتفكير المدرك والواعي.
والقرفة أيضا, من المواد التي تحارب الجراثيم والفطريات والبكتيريا, ومجرد إضافتها للأطعمة تعني عمر أطول قبل فسادها.