رادار نيوز – إحسان عبد القدوس وُلد في 1 يناير 1919 من والدة لبنانية المولد وتركية الأصل ألا وهي السيدة روز اليوسف – الممثلة سابقاً والصحافية لاحقاً راجع (https://www.radar-news.net/81655)، ووالده الممثل والمؤلف السيد محمد عبد القدوس.
وهو من أوائل الروائيين العرب الذين تناولوا قصص الحب بطريقة متحررة بعيداً عن أسلوب العذرية ما شكّل نقلة نوعية فأصبح مدرسة أدبية – روائية وذاعت شهرته محلياً، عربياً وعالمياً وبعدها تُرجمت رواياته إلى عدة لغات ونال العديد من الجوائز.
وعن طفولته، وبما أن والديه كانا مطلّقين، لقد عاش في ازدواجية متناقضة ما بين منزل والدته روز اليوسف التي كانت متحررة، ومنزل جده الشيخ رضوان حيث نشأ وترعرع معه والذي تعود جذوره إلى قرية الصالحية محافظة الشرقية وكان جدّه من خريجي الجامع الأزهر ويعمل رئيس كتاب في المحاكم الشرعية لذا قد كان متديناً جداً وكان يفرض على جميع أفراد العائلة الالتزام والتمسك بالتعليمات الدينية وأداء فرائضه والمحافظة على العادات والتقاليد، بحيث كان يُحرّم على جميع النساء في عائلته الخروج إلى الشرفة بدون حجاب، وهذا من العوامل التي جعلته يعترض على زواج ابنه محمد عبد القدوس من روز اليوسف. أما والدته فكانت فنانة وصحافية منفتحة إجتماعياً تعقد في منزلها ندوات ثقافية وسياسية يشترك فيها كبار الشعراء والأدباء والسياسيين ورجال الفن على عكس الندوات في منزل جدهحيث كان يلتقي بزملائه من علماء الأزهر ويأخذ الدروس الدينية .
ويتحدث إحسان عن تأثير هذين الجانبين المتناقضين عليه فيقول: “كان الإنتقال بين هذين المكانين المتناقضين يصيبني في البداية بما يشبه الدوار الذهني حتى اعتدت عليه بالتدريج واستطعت أن أعد نفسي لتقبله كأمر واقع في حياتي لا مفر منه”.
أما عن دراسته فلقد درس في مدرسة خليل آغا في القاهرة 1927-1931م، ثم في مدرسة فؤاد الأول في القاهرة 1932م-1937م، ثم التحق بكلية الحقوق في جامعة القاهرة ليتخرج منها عام 1942م لكنه فشل في مهنة المحاماة التي لم تكن تستهويه بل على حسب قوله : “كنت محامياً فاشلاً لا أجيد المناقشة والحوار وكنت أداري فشلي في المحكمة إما بالصراخ والمشاجرة مع القضاة، وإما بالمزاح والنكت وهو أمر أفقدني تعاطف القضاة، بحيث ودعت أحلامي في أن أكون محامياً لامعاً”.
إحسان عبد القدوس له إنتاجات أدبية كثيرة فقد كتب أكثر من ستمائة قصة ورواية ومنها ما قُدّمت كأعمال سينمائية، تلفزيونية ومسرحية. فكتب 49 رواية تم تحويلها إلى نصوص للأفلام و5 روايات كنصوص مسرحية و9 أخرى أصبحت مسلسلات إذاعية و10 غيرها تم تحويلها إلى مسلسلات تلفزيونية إضافة إلى 65 كتاباً من رواياته ترجمت إلى الإنجليزية والفرنسية والأوكرانية والصينية والألمانية.
كما شارك بإسهامات بارزة في المجلس الأعلى للصحافة ومؤسسة السينما.
شكّلت أعماله ثورة في ذاك العصر لأنه تناول الحديث عن الجنس بكل جرأة، لكنه واجه كل الإنتقادات ولم يتوقف عن إستباحة الكتابة والتعبير عن هذه المواضيع حيث قال في أحد المرات : “لست الكاتب المصري الوحيد الذي كتب عن الجنس فهناك المازني في قصة “ثلاثة رجال وامرأة” وتوفيق الحكيم في قصة “الرباط المقدس” و….و…. وكلاهما كتب عن الجنس أوضح مما كتبت ولكن ثورة الناس عليهما جعلتهما يتراجعان، ولكنني لم أضعف مثلهما عندما هوجمت فقد تحملت سخط الناس عليّ لإيماني بمسؤوليتي ككاتب!! ونجيب محفوظ أيضاً يعالج الجنس بصراحة ولكن معظم مواضيع قصصه تدور في المجتمع الشعبي القديم أو الحديث الذي لا يقرأ أو لا يكتب أو هي مواضيع تاريخية، لذلك فالقارئ يحس كأنه يتفرج على ناس من عالم آخر غير عالمه ولا يحس أن القصة تمسه أو تعالج الواقع الذي يعيش فيه، لذلك لا ينتقد ولا يثور.. أما أنا فقد كنت واضحاً وصريحاً وجريئاً فكتبت عن الجنس حين أحسست أن عندي ما أكتبه عنه سواء عند الطبقة المتوسطة أو الطبقات الشعبية من دون أن أسعى لمجاملة طبقة على حساب طبقة أخرى”.
لم تتوقف نشاطات الأديب والروائي على هذا الصعيد ولم تأخذ كتاباته فقط المنحى العاطفي اللاعذري إنما عُرف أيضاً بتمرده السياسي حيث تولى إحسان رئاسة تحرير مجلة روز اليوسف، وهي المجلة التي أسستها والدته ، وكانت له مقالات سياسية تعرض للسجن والمعتقلات بسببها، ومن أهم القضايا التي طرحها قضية الأسلحة الفاسدة التي نبهت الرأي العام إلى خطورة الوضع، وقد تعرض إحسان للاغتيال عدة مرات، كما سجن بعد الثورة مرتين في السجن الحربي وأصدرت مراكز القوى قراراً بإعدامه.
وشهد بحرية عبد القدوس كل من عمل معه ومنهم نقيب الصحفيين السابق كامل زهيرى، حيث أطلق على مدرسته الصحفية “مدرسة الهواء الطلق”.وتميز عبد القدوس بمعايشتة الحرية من خلال العمل الصحفي وعلاقاته بنجوم المتجمع فى مختلف الميادين، حيث استطاع أن يصور جوانب خفية فى الحياة السياسية فى أعماله التى عمقت مفهوم الحرية بمختلف جوانبها السياسية والإجتماعية. ومن الملفت أنه كان يختتم أحاديثه للإذاعة في خمسينيات القرن الماضي بكلمة “تصبحون على حب” ما أثار البعض لإنتقاده وآخرين إلى الإطراء بشجاعته وجرأته.
وارتبط إحسان عبد القدوس برجال السياسة فى عصره بل وكثير من أعضاء الضباط الأحرار الذين كانوا يترددون على المجلة حيث تعرف على الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
والمفارقة أنه في المرتين التي سُجن فيها كانت في عهد عبد الناصر، عندما وقف إلى جانب الديمقراطية البرلمانية وثار بعنف على ضرب الدكتور المستشار عبد الرازق السنهوري في مكتبه بمجلس الدول. وكان عبد القدوس قد طالب بضرورة خروج جمال عبد الناصر وزملائه الضباط من الجيش وإعادة الحياة النيابية “كضمان لحياة سياسية مستقرة”. وحين اعتقل إحسان عبد القدوس للمرة الثانية في عام 1954 بتهمة التآمر على الثورة، فوجئ بأن دق جرس التليفون، وإذا بجمال عبد الناصر يحدثه قائلاً: “أعمل إيه يا إحسان .. اعذرني”، وفي طريق عودته إلى البيت حدث نفسه: “إننا في العام الثاني للثورة، ماذا تكون عليه الحال بعد عشرة أعوام؟”. وجرت بعد ذلك أربع محاولات لاغتياله، حسب ما ذكره بنفسه.
وفى مقدمة كتابه “أيام شبابي” كتب إحسان عبد القدوس، الذى رحل في يوم 12 يناير 1990: “يا قارئ خطي لا تبكي على موتى أنا معك وغدا فى التراب، ويا مارا على قبرى لا تعجب من أمرى الأمس كنت معك وغدا أنت معى أموت ويبقى كل ما نشرته ذكرى فيا ليت كل من قرأ خطى دعا لي”، ما يشير إلى مدى إيمانه.
تكريمه :
– منحه الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وسام الإستحقاق من الدرجة الأولى.
– منحه الرئيس المصري السابق محمد حسني مبارك وسام الجمهورية.
– جائزة الدولة التقديرية في الآداب.
جوائزه
– الجائزة الأولي عن روايته : “دمي ودموعي وابتساماتي”.
– جائزة أحسن قصة فيلم عن روايته “الرصاصة لا تزال في جيبي”.
من قصصه :
– لم يكن ابداً لها
– صانع الحب، دار روز اليوسف، 1948.
– بائع الحب، دار روز اليوسف، 1949.
– النظارة السوداء، دار روز اليوسف، 1952.
– أنا حرة، دار روز اليوسف، 1954.
– أين عمري، دار روز اليوسف، 1954.
– الوسادة الخالية، دار روز اليوسف، 1955.
– لا أنام، دار روز اليوسف، 1957
– في بيتنا رجل، دار روز اليوسف، 1957
– البنات والصيف، دار روز اليوسف، 1959
– بئر الحرمان، الشركة العربية، 1962.
– دمي ودموعي وابتسامتي، دار الرائد العربي، 1972
– الرصاصة لا تزال في جيـبي، دار الشروق، 1977.
– العذراء والشعر الأبيض، دار المعارف، 1977..
من رواياته :
– لن أعيش في جلباب أبي، مكتبة غريب، 1982.
– يا عزيزي كلنا لصوص، مكتبة غريب، 1982.
– وغابت الشمس ولم يظهر القمر، مكتبة غريب، 1983.
– رائحة الورد وأنف لا تشم، مكتبة غريب، 1984.
– ومضت أيام اللؤلؤ، مكتبة غريب، 1984.
من مقالاته :
– على مقهى في الشارع السياسي، دار المعارف، 1979-1980.
– خواطر سياسية، عبد المنعم منتصر، 1979.
– أيام شبابي، المكتب المصري الحديث، 1980.
