رادار نيوز – في غمرة الفوضى التي اثارتها احداث طرابلس شارع في مقابل شارع، والتي كانت ستهدد السلم الأهلي، وتبعث القلق في النفوس، حيث نتسأل عما اذا ان الوضع سينفجر.
سأبدأ بصوت عال وبكلمة شجاعة، اقول: الا يكفي شحن طائفي، ومذهبي، الم يحن قلب الصفحة، والإصرار على الحرية والسيادة والاستقلال؟، الم يحن ان يغيّر اللبنانيون مفهومهم حيال بعضهم البعض؟، في الماضي أدى تدويل القضية اللبنانية إلى منع نشؤ هوية واحدة وطنية. حيث حلت مكانها الهوية الطائفية والمذهبية، فاستمر لبنان مقسّم الى مجموعة قبائل في شعوب حتى يومنا هذا، لكل منها هويتها الطائفية، وخصوصيتها، وامتيازاتها، وعلاقاتها الخارجية.
الصراع على الهوية كقضية أساسية، ودون حلول، الم يحن تنقية الذاكرة، ودفن الماضي، الم يتعب السياسيين، والمحاربين، الا يكفي تدمير مدن، وبنية تحتية.
الا يمكن تسليم المسؤولية الى القوى الأمنية، جيش وقوى أمن، وقضاء، كما لا نظن ان هذه السلطات قد قصّرت في واجباتها.
الم يحن ان تتوقف علاقات هؤلاء بالخارج، لتعود طاولة الحوار الى الانعقاد، لقيام شعب واحد، وهوية وطنية واحدة، وثقافة واحدة. الا يكفينا حروب همجية، الا يكفينا هجرة، الا يكفينا الدخول في لعبة المصالح والمكاسب، الا يكفينا تلميع صور السلاطين وتسويغ فسادهم وتبرير ظلمهم،. لماذا لا نقفل آذاننا حيال أصوات التحريض والشحن على الفتنة، والذي يهدد بتدمير الكيان، ويباعد بيننا كـ لبنانيين، ويمزق نسيجنا الاجتماعي، ويعرّض عيشنا المشترك الى الانهيار. الا يكفي ضياع،؟ الا يمكننا تنشيط عقولنا وإيقاظ افكارنا، لمواجهة هذه التحديات المهيمنة، المحملة بالكثير من العنصرية والتطرف، واحتقارنا وقهرنا. يجب ان نتخلى عن هذا التخلف والجهل، والديكتاتورية العمياء، التي تكمّ الأفواه، وتتحكم بالأفكار والآر اء، وعلى العقول فتغيبها، بالفساد، وغير ذلك. ليس أمامنا من طريق لمواجهتها الا بالصحوة والعودة الى التلاقي والحوار الذي لا غنى ولا بد عنه، واعادة ما انقطع لوصله، وبالانتفاضة الفكرية، بدل احتراف الهدم والتدمير، الحوار اليوم هو المدخل الحقيقي لأي تقدم، وتقارب، فهو أفضل السبل، الساحة مازالت رحبة، فلننطلق ونبدأ من جديد مسيرة الألف ميل، والتي تبدأ بأنفسنا.
اختم في قول للمتنبي: نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا…
نائب رئيس الهيئة الشبابية للحوار الاسلامي المسيحي
جوي حداد