إحياء ذكرى استشهاد السفير الاسباني دي ارستيغي وتوفيق يوسف عواد وابنته سامية والشرطي القسيس
أحيت السفارة الاسبانية في بيروت بالتعاون مع بلدية الحدث اليوم، الذكرى السنوية 22 لاستشهاد السفير الاسباني بيدرو مانويل دي ارستيغي في 16 نيسان 1989 مع والد زوجته الكاتب اللبناني توفيق يوسف عواد وابنته الشاعرة سامية عواد توتنجي والشرطي اللبناني نقولا الياس القسيس، وذلك في احتفال بغرس شجرة أرز تخليدا للشهداء وازاحة الستار عن نصب تذكاري في الشارع الواقع خلف كنيسة مار يوسف – الحدث بالقرب من السفارة الاسبانية، في حضور السفير الاسباني خوان كارلوس غافو، قنصل السفارة رافائيل رايج واعضاء البعثة الديبلوماسية الاسبانية، وزوجة السفير الراحل جومانا توفيق عواد وابنه دييغو وابنته اليخاندرا، رئيس بلدية الحدث جورج عون واعضاء المجلس البلدي، رئيس المعهد الانطوني الاب بطرس عازار، ذوي الشهداء واقاربهم واصدقائهم وحشد من ابناء المنطقة والجوار.
بعد النشيدين اللبناني والاسباني، عزفت كشافة الأرز – فوج الحدث لحن الموت، استهل بعده عون الاحتفال بكلمة شدد فيها على أن “مشاعر عميقة وكثيرة تنتابنا في هذه المناسبة التي تشكل في حد ذاتها شهادة على عمق الصداقة اللبنانية – الاسبانية ومتانتها، صداقة بين شعبين يتشاركان قيم الحرية والحق وكرامة الانسان، صداقة كان لها ان تتعمد بالدم والتضحية في اكثر من مكان وفي اكثر من مناسبة، من الجنوب حيث تؤدي اليوم الكتيبة الاسبانية دورا رائعا ومشكورا في حفظ السلام وخدمة السكان المحليين منخرطة في العمل الاجتماعي والانمائي والصحي والثقافي الى بيروت ولبنان عموما حيث تشارك الدولة الاسبانية، أكان عبر الاتحاد الاوروبي او مباشرة في مختلف المجالات والانشطة الانمائية”.
غافو
ثم ألقى غافو كلمة قال فيها: “في هذا المكان الذي يحمل الكثير من المعاني الكبيرة وبمبادرة من السيد فادي طه، اردنا ان نحيي ذكرى زميلي بيدرو مانويل، السفير الاسباني الذي عرف بشجاعته وشغفه في خلال تأديته لمهمته في لبنان، ولا شك في اننا ندين له اليوم في هذا الحي محاطين بجيران احباء لأنه كان اول سفير ساهم في نقل مقر السفارة الى بلدة الحدث”.
وتابع: “لست هنا لأحصر كلامي بتعداد المسؤوليات المختلفة التي عهدت الى السفير دي ارستيغي خلال حياته المهنية كديبلوماسي ورئيس بعثة وحاكم لبلاد الباسك، كما انني لن
اسهب في الكلام عن مواهبه ككاتب وفيلسوف، بل اسمحوا لي ان اسلط الضوء على جانبه الانساني وخصاله الرفيعة المتمثلة بكونه صاحب شخصية جذابة ومدافعا دؤوبا عن قيم الانسان والعدالة الاجتماعية والديموقراطية. من منكم لم يتأثر بهذا الوالد الصالح الذي اعتمد نهجا بسيطا وهادئا في الحياة، فاذا بالعزيز بيدرو يقود دراجته النارية او يتنزه مع ابنائه في شوارع برج حمود او في متاجر الحدث متحديا كل الاخطار التي كانت محدقة آنذاك. هذا ما قصه علي كل الذين عرفوه”.
أضاف: “كذلك فقد تجلى حبه للبنان ارضا وشعبا بزواجه من الآنسة جومانا توفيق عواد التي نجت من الحادثة بعناية الهية وكرست حياتها لتربية ولديها دييغو طارق واليخاندرا عليا، الا ان الحظ لم يكن حليف سفيرنا العزيز الذي قضى بشكل مأساوي في اعقاب التفجير في 16 نيسان 1989 مع والد زوجته وشقيقتها والشرطي القسيس”.
وشدد على “أوجه التشابه التي تجمع بين الشعبين اللبناني والاسباني، تلك التي تشير الى اشخاص موهوبين تميزوا بصورة استثنائية في تعاطي الشأن العام وساهموا في تطور التاريخ وتوجهه نحو تحقيق الاستقرار والسلام الدائمين في البلدين”.
وختم: “اسمحوا لي انطلاقا من الحديث عن شخصيات مرموقة كهذه ان اسلط الضوء على مفهوم التعددية الذي لطالما اعتبر جوهر لبنان وميز تاريخ اسبانيا وساعد على تخطي كل الصراعات والخلافات الايديولوجية والسياسية او الدينية، وهذا الوطن المعروف بقدرته على الحوار وفهم الآخر هو الذي اعرب السفير دي ارستيغي عن تعلقه به وكرس من اجله كل جهوده”.
دي ارستيغي
وأكدت السيدة دي ارستيغي وابنتها اليخاندرا أن “هذا اللقاء الذي جمع الاهل والاقارب، سيسعد من دون شك ارواح الشهداء الذين بذلوا دماءهم الزكية في سبيل الوطن وهم بالطبع غير موجودين معنا اليوم بجسدهم بل انهم يسكنون ارواحنا وعقولنا وقلوبنا”.
ختاما، أزيح العلمان اللبناني والاسباني عن النصب التذكاري الذي يحمل اسماء الشهداء، واقيم كوكتيل للمناسبة في صالون كنيسة مار يوسف القريبة من السفارة.