رادار نيوز – أصدر المكتب التنفيذي ل”منظمة العمل اليساري الديموقراطي العلماني”، بيانا حول الاستحقاق الإنتخابي، داعيا الى ان تكون الانتخابات محطة لبناء حركة معارضة ديموقراطية تعددية.
ورأى البيان “إن اكتمال عقد الترشيحات للانتخابات النيابية المقبلة، لا يحسم في مألآتها، التي لا تزال واقعا محفوفة بالمخاطر، كاستحقاق أساسي يجب أن تعبره البلاد بسلاسة”، معتبرا انه “رغم المظاهر المعاكسة، فإن سياسات وأداء سلطات المحاصصة الطائفية حتى الآن لا تجزم بحدوثها في مواعيدها. لأن تأجيل انتخابات المجالس البلدية والاختيارية، هو مؤشر إلى ما يمكن أن يصيب الانتخابات التشريعية، في ضوء المحاولات المستميتة التي بذلت في الأشهر المنصرمة لإرجائها بدعاوى متعددة قانونية ومالية وإدارية وغيرها”.
أضاف البيان:”ان منظمة العمل اليساري الديموقراطي العلماني، ورغم استمرار محاولات إيجاد الذرائع والعراقيل أمام إجراء الانتخابات في مواعيدها المقررة، ترى أن أركان النظام وأرباب المنظومة يجهدون لمضاعفة أوزانهم التمثيلية وتكريس شرعيتهم المطعون بها، عبر تصفية حساباتهم بين بعضهم بعضا، والاطاحة بالمعترضين من بين صفوفهم، في سبيل تأكيد شرعية سلطتهم أمام الرأي العام الداخلي والخارجي. ولذلك لم يترددوا في استحضار كل ما يمتلكون من اسلحة سياسية ومالية وإعلامية وتعبوية، استعدادا لخوض معاركهم. في المقابل لا تزال قوى الاعتراض عاجزة عن توحيد صفوفها، وتشكيل لوائحها وتحديد برامجها، عطفا على انعدام القدرة على انتاج خطاب موحد، يحاكي الأولويات في حقوق الناس ومطالبهم وقضاياهم الملحة”.
وفت البيانالى انه “بصرف النظر عن نتائج الانتخابات ،أن الأهم هو ما بعدها بالنسبة لقوى المعارضة، لأنه يضعها أمام تحديات تجاوز الإنقسامات الأهلية واصطفافاتها، والعمل لبناء معارضة وطنية ديمقراطية جامعة للقوى المتضررة، التي تدفع اكلاف الانهيار من حاضرها ومستقبلها. معارضة تنتمي إلى مختلف المناطق والشرائح الاجتماعية التي باتت عاجزة عن تأمين الرغيف وحبة الدواء وضمان الحق بالإستشفاء وديمومة العمل، والحصول على الماء والكهرباء وغيرها من أساسيات العيش”.
وإذ حمل البيان “تحالف قوى السلطة المسؤولية الكاملة عن الانهيار ومضاعفاته”، حذر
من “تداعيات ونتائج قصور واصرار تلك القوى على التهرب من مسؤولياتها في مواجهة الازمات الكارثية”.
وجدد البيان الدعوة الى “قوى المجتمع المتضررة من عمال وفلاحين ومعلمين وأساتذة ومهنيين وذوي مهن حرة ونساء وشباب إلى الإنخراط في العملية الديموقراطية السياسية، والضغط على قوى الاعتراض من أجل تشكيل لوائح موحدة، بعيدا عن الحسابات الفئوية والنزعات والطموحات الشخصية الوهمية”، لأن المهمة الرئيسية الآن هي النضال من أجل إنقاذ لبنان من خطر امتداد نيران الحروب التدميرية الملتهبة في المنطقة، والعالم الذي يتجه حثيثا نحو استحضار ترساناته من أسلحة الدمار الشامل، والتلويح بخطر إفناء الكوكب ومن عليه”.
وأكد البيان “أهمية المشاركة في الانتخابات النيابية باعتبارها محطة، في مسار مفتوح على المستقبل، ضمن إطار مواجهة منظومة السلطة التي أطاحت ولا تزال، بالحد الأدنى من مقومات الوطن والدولة ووحدة المجتمع اللبناني”، داعيا “مرشحي المعارضة الديموقراطية للتحصن في مواجهة موجات التعبئة والتحريض الطائفي”.
وجدد البيان التزام “المنظمة” “السعي بجهد وعزيمة كي تكون الإنتخابات خطوة فعلية على طريق الخروج من هذا الانهيار بكل مندرجاته السياسية والاجتماعية والاقتصادية والحياتية، والعمل كي يتولى اللبنانيون هذه المهمة بسواعدهم، والتي لن يتولاها أحد بالنيابة عنهم”.