تمتدّ بعروقها الرفيعة لتكوّن نفسها بنفسها، ومع مرور الوقت تصبح قادرة على العطاء. عطاؤها متنوّع ومختلف. تبدأ بتفتيح يديها يدا تلوى الأخرى، بارزة لوحة من الخضار… هي أغنى الاغنياء لا تتوقّف عن الجود. براعمها مترابطة لترسم عناقيد من اللؤلؤ، تسحرك بمجرّد النظر إليها، فتشبع العين بألوانها المختلفة، كالذهب والمرجان والياقوت، يا لجمالها ودلعها الخلاّب! تبدأ بإغرائك لتتقدّم منها، تسمعك كلاما غير مألوف لتجد نفسها بين يديك. تتلذذ بتذوّقها لتشبعك حبا متفانيا.
تقصدها في المرض لتشربك الدواء من الداء. تقصدها في الأكل لتعطيك ثمرها ويداها بالورق. تقصدها من الشمس لتركع أمامها وتحت عروقها. تقصدها بكل الاوقات لتجدها سائلا في كأسك لتشربها خمرا قاصدة انعاش قلبها وقلبك، لتجري في عروقك ملبيّة نزواتك ورغباتك.
ما اجمل العطاء بكل أنواعه. إن كان معنويا او ماديا او رسم ابتسامة على وجه انسان مريض كان او حزين. فالعطاء لا حدود له. اعطي كل ما بوسعك لان مردوده الذي ستشعر به لا يقدّر بأثمان!
الكاتبة ألين جان ابي خليل