رادار نيوز – عندما اندلعت اولى ثورات الربيع العربي في تونس لم يكن الشعب يدرك ان امواله سوف تتبدد وتذوب في دكاكين المصارف واصحاب الصفقات ودهاليز سوق المال.
فمن قبل اتت هذه اللعنة على ثروات العراق! فملايين الدولارات تبخرت وثروة العراق نهبت وذهبت اموال العراق ادراج الرياح.
فتلك الثورات لم تستطع استرجاع ما نهب من انظمة استبدت وحكمت بالحديد والنار.
فخلال عقود كانت هذه الاموال تودع في مصارف خارجة عن المسائلة والمحاسبة..
ومن خلال الغائض هذا اصبحت تلك البنوك متخمة بأموال ما انزل الله بها من جيوب الشعوب التي ثارت.
الازمة المستحكمة الآن في لبنان تشي بأن لعبة العقار قد استنفدت، فهذا السوق لم يعد يجذب المستثمرين ولا اصحاب الاموال، ولا حتى هؤلاء الذين كان يعول عليهم هذا القطاع.
فالخليجي احجم عن الشراء لأسباب كلنا يعرفها، والمغترب اصبح يتردد في خوض هذه المغامرة، بعدما ايقن بأنه يضع امواله في عقار ثمنه اضعاف ما يستطيع ايجاده حتى في بلدان اكثر خدماتيا وتنظيما وبنى تحتيه…
فالغورة العقارية في لبنان لم تكن سوى انعكاس لتخمة هذه المصارف.
فقد ارتفع العقار خلال السنوات الماضية باكثر من عشرة اضعاف؟
ولهذه الاسباب
اولا: الدول التي انهارت انظمتها ونهبت ثرواتها قد تم نقل اموالها الى تلك المصارف وبالعملة الصعبة وغيرها. فكان هذا الفائض نقمة ونعمة في نفس الوقت.
النعمة استغلتها سياسات المصارف وبتسويق من حاكميتها بضخها في السوق من خلال قروض ميسرة وبفوائد في السوق العقاري، بحيث أن هذا السوق يعتبر الملاذ الآمن للإستثمار.
هنا بدأت لعبة ارتفاع اسعار العقار الوهمي والذي لا يستوفي القيمة الحقيقية، لكن الهدف منه صرف هذه الاموال وتجييرها.
اما النقمة: فهي انعكاسها على القدرة الشرائية للمواطن اللبناني؛ ووضع شعب بأكمله رهينة لسياسة البنوك وحاكمية مصرفها بإفقاره واذلاله وخلق مجتمع غير متجانس بفوارق طبقية فاقعة.
فهؤلاء الذين حكموا بإسم المال بددوا ثروة البلاد وافقروا العباد…
فالنظام المصرفي يجب ان يوضع له ضوابط ورقابة على الايداع حتى يستوفي الشروط المعترف بها.
وحتى السرية المصرفية يرفع الرقابة عنها في حال اخل البنك في شروط الايداع.
فسياسة الدين لها اصول وقواعد، وهنا بيت القصيد.
فكيف لعقار ان يساوي اضعاف سعره الحقيقي!؟ فالفساد مستشري في هذا القطاع! وتسلط اصحاب رؤوس المال ومتظومة سياسة المال عموما قد اغرق هذا السوق وجعله يتحكم في رقاب العباد كي يجير هذه الاموال،
كما اسلفت…