رادار نيوز – أصبحنا في زمن تختلف فيه الأحوال، يوماً نرقب اشراقة الشمس، ويوماً سقوط ثلج، ويوماً نهيم في الأرض كآبة.. مناخ لا يبشر بأي خير ولا بأي أمل بتبديل نهج الدولة اللبنانية الخاطىء ومراجعة الحسابات وتصحيح المسلك وامتلاك الرجوع عن الخطأ بنفس زخم الإقدام عليه.
السؤال الذي يسأل، اليست الحكومة ولو كانت في مرحلة تصريف الأعمال، هي المسؤولة والمؤتمنة على الوطن والمواطن، خادمة لمصالح الشعب وحماية حقوقه وكرامته.
أيعقل السكوت عن الكوارث التي ضربت المواطن اللبناني في حياته، فاغرقته العواصف والأمطار الغزيرة والسيول، فلا أحد يستمع لأحد، ولا أحد يشعر بإهتمام، لأدنى حقوق الإنسان ولتأمين ادنى معايير السلامة، فالشلّل ضرب حركة المدارس وأغلبية الأسواق التجارية، وعمت الفوضى العارمة والكوارث واقفلت الطرقات، وتحاصرت الأهالي في المدن والمرتفعات، وارتفعت السيول التي غمرت كل الأراضي والممتلكات وخرّبت المحاصيل الزراعية، واقتحمت المنازل، وتعرضت لمخيمات النازحين السوريين وهددت حياتهم بالخطر.
ما يؤكد ارتهان البلد والمؤسسات في شباك السماسرة المحتكرين أصحاب النفوذ، الممسكين بزمام الأمور.
ولا يلام المواطن في ظل هذه الظروف التي يعيشها، إذا صرخ وأعرب عن غضبه وعدم رضاه عن الحالة التي وصل اليها لبنان. لا يلام المواطن اذا لم ينتفض على جشعهم وريائهم، لا يلام المواطن في انتفاضته على الفوضى والأنانية، على الظلم، وعلى الإهمال. تطول اللائحة وكم علينا أن نخوض من انتفاضات ونأخذ من التزامات لينبثق عندهم ضمير الوطن. لاشك ستحلّ عليهم لعنة أولادهم وأحفادهم بسبب أنانيتهم
في هذا الوقت الصعب يستحيل اختصار الحديث للتعبير عن حقيقة المعاناة، والأزمة التي نعيشها نحن الشعب اللبناني، فالذهنية التي يتعاملون بها هؤلاء في إدارة البلاد أوصلت الأوضاع الى ماهي عليه من سؤ، والأسوأ من ذلك أنهم يرون البلد ماشي والحكي ماشي، وكل شي ماشي، لتبقى مصالحهم ماشية، وكأن كل الناس بنظرهم ماشية، ولا مانع أن يموت الشعب غرقاً جراء الأمطار والعواصف مقابل حفنة من الدولارات. ملايين وملايين الدولارات أنفقت الدولة على البنى التحتية، لصانعي الأحلام، والعاصفة اسقطتهم وكشفت تقصيرهم واهمالهم وفسادهم في التلزيمات، ونحن ندفع الثمن، رغم اننا كنا في انتظار عاصفة التغيير، بدل الترقيع والترميم.
أيعقل أن يستمر البلد في هذا المنحى الخطر المتناقض، أيادي ملطخة بالسرقات، لصوص يمتصون دماء الشعب، وينهشون لحمه، المرهق بمتطلبات الحياة، من أقساط مدارس، وفواتير الماء والكهرباء، غير موجودين معظم الأحيان، حتى اوصلونا الى ما نحن فيه.
فشتان مابين مسرحيات السجال والثرثرة السياسية في لبنان، يوهموننا وكأنهم للمواطن رعاة وللبلد حماة، ومع العاصفة نورما المشهد كان أبلغ من الكلام.
فمسرحياتهم أوصلتنا في أن نفكر بالرحيل، ونحن نعلم يقيناً بأنه ضرب من المستحيل!
فأين سيذهبون من حكم عدل ربهم هؤلاء الظالمون المتكبرون، الذي سيعلمون أي منقلب ينقلبون.