هل دخل لبنان في دائرة الخطر؟!
وهل نحن أمام تغيير قواعد اللعبة؟!
منذ دخول وقف اطلاق النار بين اسرائيل ولبنان حيز التنفيذ كان الاتفاق بمثابة إختبار نوايا، وكانت اسرائيل من خلاله تريد ان تضع لبنان في حالة (الحرب واللاحرب)! حيث لم يكن هناك قواعد فك اشتباك دائم..
وكان لبنان من خلال دبلوماسية ذكية قد استطاع فك هذا الحصار، وبالتحشيد ان كان عربيا ام دوليا، في وقف كلي للأعمال القتالية. ونذكر كيف ان الوفد العربي قد أحط رحاله في مطار بيروت في أول رحلة جوية بعد حرب ممنهجة دمرت الحجر وقتلت البشر…
أحببت العودة لتلك الحقبة حتى أنوه الى أن ما نشهده الآن على الحدود الجنوبية هو إستكمال لتلك الفترة المظلمة..
فإسرائيل تريد من خلال الكشف عن الانفاق تبيان ان المقاومة تقوم بأعمال تخالف إتفاق الهدنة تلك، والتي لم يتم فيها إتفاق كامل بفك الاشتباك، بل هو استتباع له…
فهنا سؤال يطرح:
هل أن اسرائيل قد ادركت الآن بوجود تلك الانفاق؟! أم أن الذريعة تركت حتى تحين الفرصة لتكون الشماعة التي يعلق عليها أي إعتداء جديد او حرب قادمة؟!
إسرائيل دائما كانت تحضر لتلك الذرائع لشن حروبها…
ففي إشتياح لبنان عام ١٩٨٢ كان لبنان في مرمى الهدف الاسرائيلي، وكانت الخطة جاهزة لدخول بيروت، والهدف رئاسة الجمهورية وفرض اتفاق مذل، يكون رأس حربته في تلك الفترة المركز الاول في الدولة اللبنانية. ولكن لإتمام هذا كان لا بد من ذريعة ومصوغ حتى يتم تسويق هذا الاعتداء، فكانت محاولة اغتيال السفير الاسرائيلي في لندن!
لبنان أمام معضلتين حقيقيتين:
الاولى تتمثل بما يجري في الداخل من مشاحنات ومناكفات في تشكيل الحكومة والتي مر عليها اكثر من سبعة أشهر من عدم الاتفاق على آلية تخرج البلد من عنق الزجاجة التي أوجدته التجاذبات الاقليمية وثبتته الاقطاب الموكلة بوضع حد لهذا الفراغ، الذي وضع البلد على حافة الهاوية!
وما الإمتعاض الشعبي من حالة الفساد المستشري في مفاصل الدولة سوى قنبلة موقوته لا أحد يستطيع تحديد إنفجارها. فالفقر والعوز قد رخى بظلاله على الكثير من مكونات الشعب في لبنان!!
تلازم الوضع المعيشي مع التهديد الخارجي يستلزم أكثر من حقيبة وزارية هنا أو منصب وزاري هناك…
المشكلة بعدم إدراك خطورة ما يحاك!
هل نحن أمام سيناريوهات مشابهة لتلك التي سبقت حرب تموز؟!
حسب مراقبين فإن الوضع الآن في إتجاهين:
أما الخروج من هذا المأزق بأقل الأضرار بتشكيل حكومة وفاق وتحصين لبنان من الخطر المحدق.
أما التصادم الذي يخدم أطراف ترى أن الحل الوحيد في قلب الطاولة ووضع البلد في آتون من نار!
والشواهد كثيرة عندما تربص الاسرائيلي قبل إشتياح لبنان…