رادار نيوز – بداية كنت قد ذكرت في مقال سابق بأن الحرب في سوريا قاب قوسين او ادنى من خواتيمها.
كما ان الاتفاق الروسي – الاميركي قد وضع أسس الحل وقسمه الى مراحل..
هنا استطرد كذلك بأنه لا بد أن يكون على حساب أحد أطراف الصراع.
ولطالما إدلب كانت تشكل المعضلة الحقيقية في طريق الحل، فقد أوجد الحليفين الروسي والتركي في اجتماع (سوتشي) خريطة طريق تقتضي بتسليم المعارضة الاسلحة الثقيلة وانشاء حزام امني بطول ١٥ كيلو متر مربع، تكون بمثابة (securty zone) يمنع فيها اي مظاهر عسكرية وتجنب إدلب كارثة انسانية حقيقية.
ان تجمع اكثر من ثلاثة ملايين نسمة في منطقة لا تتعدى مساحتها ربع العاصمة السورية دمشق والمجازفة في عمل عسكري كبير كان سيسبب بكارثة بجميع المقاييس.
هنا لعبت الحنكة الروسية دور كبير في إقناع الجانب التركي بتولي زمام الحل واقناع الاطراف كافة بتجنب تكاليف باهظة الثمن لطالما تحملها الشعب السوري ودفع من دمه ورزقه لمجازفات الغير..
ان حادثة الطائرة الروسية اظهرت مدى هشاشة الوضع في سوريا برمته وكيف ان التنسيق الذي كان قائم بين روسيا وإسرائيل تعترضه الكثير من العقبات.
كانت الطائرة الروسية (أيل 20) تقوم بمهمة استطلاعية روتينية ومسح محيط قاعدة حميميم الجوية، عندما اعترضها صاروخ، أنكرت اسرائيل مسؤوليتها عنه، ورفضت روسية اتهام الجانب السوري في اسقاطها. بالرجوع الى حوادث سابقة كان التنسيق على قدم وساق بينهما، وكان اللوم الروسي بعدم الابلاغ بالعملية، قد تسبب بحرج كبير لاسرائيل، كونها لم تبلغ الجانب الروسي سوى قبل دقائق معدودات!
هل أن تلك العمليات مرضى عنها روسيا؟!
هنا لا بد من سؤال:
كيف ان التحالف الروسي – الايراني يسمح بهكذا تنسيق؟!
ولو افترضنا جدلا بأن هذا لا يفسد للود قضية، فهل نحن امام صراع نفوذ في سوريا؟!
وكيف ان وضع صيغ للحل يتوافق مع هكذا تناقد وتضارب…
لا شك من يتمحص ما جرى في الجنوب السوري يدرك تماما بأن هذا حاصل بالرغم من عدم الاجهار به، وما القصف المتكرر للطيران الاسرائيلي سوى دليل على رضى الروس عنه…
بالمجمل نحن قادمون على مرحلة جدا خطيرة، وكثير من المعطيات تشير الى تبدل التحالفات في سوريا، فالحرب في سوريا لن تستقم ولن يكون هناك حل طالما الكثير من الاطراف تتصارع داخلها…
اسرائيل تعربد وقد اوغلت في قصفها للعمق السوري! وحسب مصادر عسكرية اسرائيلية فقد اعترفت وللمرة الاولى بأنها نفذت حوالي المئتي ضربة جوية خلال عام واحد في سوريا! وهذا لا شك انه سيقود الى حرب في المدى المنظور ولن يسمح لها تتمادى اكثر، وما خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في العاشر من محرم سوى دليل وانذار بأن الامور لن تبقى كما هي وذاهبت الى التصعيد.
فهذه النبرة العالية جدا لم نعهدها من قبل، وهي بمثابة دق ناقوس حقيقي لما سيجري، فكل المعطيات تشير في هذا الاتجاه…