رادار نيوز – في دراسة للواقع التعليمي الديني رأى المحامي أديب زخور المجاز في العلوم اللاهوتية كما في الحق القانوني الكنسي أنه هناك خللاً في التعليم في بعض البرامج الدينية التلفزيونية، بحيث تقوم بعض المحطات ببث برامج دينية توجيهية، يديرها كهنة كاثوليك أو غير كاثوليك، وبعضها ممّول من محطة السات سبعة وهي تابعة للطائفة البروتستانتية، ومن الطبيعي أن تعكس تعليمها المرتكز على الانجيل والتركيز فقط عليه كمرجع كتابي وعلى شخص المسيح بشكل أساسي وهو أمر جيد، ولكن يختلف عن التعليم الكاثوليكي القائم على الانجيل المقدس ولكن أيضاً على العقائد الكاثوليكية، والتقليد وتعليم الكنيسة وتعاليم الآباء والمجامع المقدسة وحياة واختبارات القديسين وعلى تكريم مريم العذراء وموقعها عبر الأجيال في ضمير وذاكرة الكنيسة والشعب واختبارات القديسين كما على الرسائل الفاتيكانية والبابوية وتعليمها المستمر وقد دخل قسم كبير منها في الليترجيا، وهذا ما لا يمكن قبوله من الكنائس البروتستنتية، وينعكس في بعض الأحيان على هذه البرامج، ويقود التعليم وهذه البرامج بعيدا أحياناً عن التعليم الكاثوليكي والوقوع في الكريستوسنتريك، Christocentric، اي التركيز على شخص المسيح يسوع وإهمال دور الثالوث ويمتد في الكثير من الأحيان لإهمال تعليم الكنيسة والآباء والمجامع واختبارات القديسين وإكرام مريم العذراء وباقي العلوم اللاهوتية فيكون التطرق لأي موضوع مجتزأ وغير متكامل.
إن مقاربة أي موضوع ديني دون الاخذ بعين الاعتبار تعليم الكنيسة الكاثوليكية بكافة أبعاده قد يوقع البرامج والمؤمنين من حذر مبالغ فيه قادهم الى عدم فهم كاف للمواضيع المطروحة والى مخاوف قادت الى التشكيك في بعض الاحيان ومنها في إكرام العذراء الى شفاعة القديسين الى مسألة وجود المطهر وجهنم والملائكة والشياطين والقدسيسن وغيرها من المواضيع الروحية والايمانية، وهذا لا يمكن فهمه فقط من خلال الانجيل بشكل حصري أو التركيز الحصري على المسيح ووضعه بمنافسة وحذر مع باقي التعاليم او اقتطاع مقاطع من الانجيل وعرضها بشكل سريع أو طرح أمثلة مبالغ فيها قد لا يفهمها المؤمنين، وإهمال تعليم الكنيسة واختبارها مع عمل الله الثالوث في الكنيسة والبشرية وعبر التاريخ. وإن التركيز فقط على الانجيل وإهمال تعليم الكنيسة فإنه قاد ويقود عبر التاريخ الى هرطقات، تارة عبر التقليل من أهمية التعاليم الكاثوليكية والتقليد وتعليم الكنيسة وتعاليم الآباء والمجامع المقدسة وحياة واختبارات القديسين والتجريح بتكريم مريم العذراء، وعند طرحها على ضوء التعاليم الكنسية الصحيحة سيقود بطريقة طبيعية الى فهم أعمق لكلمة الله وللثالوث.
وفي أغلب الاحيان يتم طرح المواضيع وكأن هناك منافسة بين المسيح يسوع وأمه القديسة العذراء ، أو بينه وبين القديسين على سبيل المثال لا الحصر، بحيث يتم طرح المواضيع بطريقة مبالغ فيها بحيث تصل الرسالة وكأن تكريم أو ذكر أي دور للعذراء مريم أو القديسين كأنه منافسة أو تقليل لأهمية دور المسيح، هذا فضلا عن الوقوع في كريستوسنترية. ويهمنا التأكيد أن المبالغة في تصوير الاحداث والامثلة لإيصال الفكرة الروحية عبر استعمال عبارات نقدية لاذعة وقاسية قد يمكن استيعابها بجامعات لاهوتية متخصصة ولكن لا يمكن أن تصل الرسالة بذات الطريقة الى المؤمنين العاديين عبر وسائل الاعلام، وتؤدي الى تشكيكهم. وقد أصبح عدد كبير من المؤمنين يتجنبون إكرام العذراء والقديسين أو اتباع مثل حياة قديس أو تجنب المواضيع المثارة والاكتفاء بمراجعة الانجيل بالرغم من أهميتها الاساسية في حياة الكنيسة، وتهمل هذه البرامج التلفزيونية وتقود بشكل مباشر الى إهمال العقائد الكاثوليكية والتقليد وتعليم الكنيسة وتعاليم الآباء والمجامع المقدسة وحياة واختبارات القديسين وتكريم مريم العذراء وموقعها عبر الأجيال في ضمير وذاكرة الكنيسة والشعب واختبارات القديسين، بدلاً من طرح المواضيع بشكل هادىء متناسق مع التعاليم الكاثوليكية وبإنسجام في ما بينها.
وبالتالي تتسرب وتختلط الافكار وتعليم الكنيسة البروتستانتية الى تعليم الكنيسة الكاثوليكية المرتكزة بشكل حصري على الانجيل، بإرادة أو بدون إرادة وقد يكون عن حسن نيّة، ولكن يبقى أن نحافظ في جميع البرامج على العقيدة وتعليم الكنيسة الكاثوليكية في كافة أبعادها ومنع أي انقسام بين المؤمنين أو الكهنة وعدم إدخال الشكوك عبر اي برنامج ديني تلفزيوني يحضره ملايين الاشخاص من مختلف الثقافات والمستويات التعليمية، ويبقى أن تقود الكنيسة التعليم العام عبر شاشات التلفزة والابتعاد عن كل ما يشكك المؤمنين، وبخاصة طرحها بعيدا عن الاستعراضية أو الاكاديمية، مع واجب إضافة الطابع الروحاني العميق الممتلىء بالفضائل والتقوى الذي يقود الى الايمان الصحيح ولا تشكك، لئلا تتحول الحلقات الى طروحات فلسفية وفكرية بعيدة عن التقوى والروحانية التي يجب أن تقود للإيمان وإلى تعميقه وتجذيره بجو من القداسة والفكر التعليمي الصحيح للكنيسة الكاثوليكية.
ومن هنا نناشد مجمع البطاركة والاساقفة الكاثوليك بالإشراف على البرامج الدينية كونها تهم جميع المؤمنين والكنيسة وغير محصورة بمذهب أو طائفة أو جماعة محددة.