رادار نيوز – الحلم الكردي كان ولا يزال يراود الكثيرين ممن حرموا من ابسط حقوقهم في تقرير مصيرهم ان كان من خلال استفتاء ام بممارسة حكم ذاتي وضع له ضوابط وحدود لا يتجاوزها… تقرير المصير ام كما يسمى الآن الاستفتاء الكردي والاصرار عليه في هذه الفترة التي اجمع العالم بأجمعه على انه ليس لصالح العراق ولا الاكراد قد اخذ لغط كبير، فالولايات المتحدة الاميركية نصحت مسعود البرزاني المنتهيه مدة ولايته قريبا، بانه لا ضير من تأجيل الاستفتاء هذا وأخذ ضمانات تحفظها له، ضمن اروقة القرار ومن خلال الامم المتحدة، لكن ومع توجس الاكراد ومن خلال الكثير من التجارب السابقة في نكس العهود لهم، فقد قوبلت بالرفض والاصرار على اجراء هذا الاستفتاء…
تعتبر كركوك المتنازع عليها من ضمن اولويات الكيان الكردي الوليد، فهي تقع ضمن المحافظات الثلاث التي تطمح لكي تمارس استقلاليتها ولتكون بمثابة الخزان الاقتصادي الذي يغذي مفاصل ومؤسسات هذه الدولة… فهي تعوم على بحر من نفط يتوقع الخبراء الجيولوجيين ان لا ينضب لمئات السنين، ناهيك عن التركيبة السكانية التي اوجدتها الظروف بعد انكفاء حكم بغداد عنها ايام صدام حسين سنة ١٩٩١، ونزوح الكثير من الاكراد اليها. فالطابع الكردي وعلى حساب التركمان الذين يعدون السكان الاصليين لها، قد اغضب تركيا كونهم بالاصل ينتمون لها، فهناك صراع قديم ومستحكم على احقية استغلال هذه الثروات ومن يتحكم بها…
ان الطابع الكردي لهذه المدينة قد اثار لعاب الكثيرين ممن يتوقون الى استغلال ثرواتها لاقامة مشاريع تعود بالفائدة اليهم وتدر المليارات عليهم، وهذا ما يدور بالخفاء والحث المستمر عليه، ومن جهات خارجية.. لا شك ان المنطقة لا تزال في خضم صراعات وتمر في خطر التقسيم. فالحكومة العراقية قد انجزت عمل جبار في دحر داعش من الموصل، وهزمته في الرمادي والفلوجة وغيرها، وحسب مراقبين فقد سقط في هذه المعارك ما يقارب العشرون الف من ابناءه ومن خيرة ضباطه. فالعبادي قالها وبشكل واضح، ان هذا الاستفتاء لا بد ان له ارتدادات وسيولد صراعات وربما قتال ما بين ابناء البلد الواحد.. العامل التركي….
التعاطف مع الحالة الكردية لا شك يستوجب الاقرار بان هذا الشعب قد ظلم ويحق له كيان مستقل ودولة ذو سيادة تجمع جميع اطيافه ومكوناته ضمن كيان واحد، لكن اذا نظرنا الى الواقع الآن نرى الكثير من المعوقات ان لم نقل الاستحالة في انشاء هذا الكيان. فتركيا الان وضعت لها خيارين:
أولاً: محاربة اي كيان كردي وليد، وهذا ما شاهدناه في سوريا ومن خلال دخول قوات تركية الى شمالها وكبح الجموح الكردي نحو اقامة كيان مستقل على حدودها الغربية…
ثانيا: الضغط ومن خلال الادوات السياسية والدبلوماسية في استبعاد اي موافقة دولية على اقامة الاستفتاء في كردستان العراق، وهذا قد رأيناه في اجتماع قد ضم ايران _ العراق – تركيا على طاولة في اروقة الامم المتحدة… وهنا ببقى الاقليم محاطا بدول لا ترى ان قيام دولة كردية فيه من مصلحتها، لاسيما تركيا وايران، اللتان تضمان اقليات كرديه تقدر بالملايين وتخشى ان تدفعها الدولة الكردية الى المطالبة بحقوقها كما هذه الدولة الجديدة، والطلب بالانفصال عنهم….
لا شك ان الازمة الكردية قد رخت بظلالها على الكثير من الملفات العالقة، لكن يبقى ان هذا الشعب لا بد من حقه ان يكون له كيان مستقل وكيان، لكن عليه ان يدرك من غير محيطه غير قابل على العيش والاستمرار، وخصوصا ليس هناك امتداد جيوسياسي له ولا اقتصادي ان لم يتعاون مع محيطه….