رادار نيوز – عند اندلاع حرب تموز ٢٠٠٦ كان لبنان يستجم في ربوعه اكثر من مليوني سائح قد استتطاب لهم حر تموز، وانتشر على شطئانه وفي جباله طالبي الاستجمام والترفيه، وقد اكتظ بهم جميع اطرافه من الشمال الى الجنوب. في تلك الايام لم يكن يدري احدا بما كان يخطط لقادم الايام، وكانت الامور كلها لا تشي بأي حدث غير مألوف. كان الحراك السياسي في حينها ينحو بأتجاه ايجاد ارضية صلبة للبدء بمفاوضات جدية لحل المسألة الفلسطينية، وكانت هناك جولات مكوكية في هذا الخصوص للدبلوماسية الاميركية وعلى رأسها وزيرة الخارجية الامريكية حينها كونداليزا رايز. وكان هذا التراخي هدوء ما قبل العاصفة التي ومن خلال اربعين يوم وضعت لبنان والمنطقة في آتون من نار ولهب، وعصفت بالشرق الاوسط بمجمله. وبالعودة قليلا الى عام ٢٠٠٥ في مقابلة لرايز لصحيفة واشنطن بوست الامريكية، حيث قالت حرفيا: علينا بإتباع ما يطلق عليه (الفوضى الخلافية) حتى نستطيع ان ننقل العالم العربي والاسلامي الى من الديكتاتورية الى الديمقراطية! وتتابع ان لا مناص من خلق فوضى حتى نستطيع قولبة هذه المجتمعات من جديد وحتى ان كان بحروب لا تبقي ولا تذر. وهذا ما نراه الآن! هناك تحول في مسار الاحداث في الشرق الاوسط، وكل الاراء وحتى التسريبات تصب في صالح هذا التغيير.
بالاطلاع على الضخ الاعلامي الذي سبق ما يعرف بالحروب الاستباقية التي شنتها الولايات المتحدة بحجة محاربة الارهاب، ان كان في العراق ام في افغانستان، نلحظ هذا التصاعد المتطرد في اللهجة العدوانية والتهديدات المتصاعدة وبشكل يتم تهيئة الرأي العام، حتى يكون جاهزا لما هو قادم. وهذا ينطبق حتى في الاعلام واللهجة الدبلوماسية المتبعة.
التهويل بالثبور وعظائم الامور هو حقا من متممات اي عمل يسبقه. فأحيانا يكون القصد ليس المستهدف الحقيقي، بل حتى اقرب المقربين للسياسة الاميركية. ان تصريح وزير الخارجية السعودي بتبلور حلف يضم الكثير من الدول الاسلامية للمؤازرة في تحرير الرقة من داعش قد خلق هذا التوجس من ان هناك شيء قد استجد! فمن خلال الازمة السورية التي طال امدها نحو الست سنوات لم ينشا اي تحالف وخصوصا عسكري بهكذا وتيرة. فكلها مؤشرات على ان الامور وصلت الى ما ابعد من نزاعات وصراعات متفرقة، بل هي اكبر من ذلك.
المنطقة في مأزق كبير وكل الدلائل تشير الى ان شيء ما يحضر في أروقة القرار الاميركي وبعلم الكثيرين! ان التوجه الاسرائيلي لخلق المناخ المناسب او ما يطلق عليه بالحجة الواهية قائم! وهي الآن بمعرض استغلالها. وحسب مراقبين فان القرار اتخذ لهكذا عمل، مع التنويه بالتطابق التام ما بين السياسة الامريكية الجديدة وعلى رأسها ادارة ترامب الجديده والحكومة الاسرائيلية برئاسة نتنياهو. هذا الكلام المتصاعد وبوتيره كبيرة يشي بمتممات العملية التي تحضر. نحن امام ايام ستكون مفصلية واحداث لا شك مصيرية…..