رادار نيوز – يعاني داعش سكرات الموت في الموصل وفصوله قاربت على اسدال ستائرها…. فالموصل لا شك اصبح سقوطها أيام معدودات، والتنظيم قد ادرك انه لم يعد له موطيء قدم مؤثر في العراق. بالمقابل فإن الدفع بإتجاه حسم المعركة قد سرع الخطى نحو ايجاد المحيط الآمن لخسارته في الموصل، ومن خلاله يستطيع ان يعوض ما خسره ويجمع قواته في بوطقة واحده.
العمق الاسترتيجي: بالنظر الى منطقة البادية وما تمثله من عمق يحاذي الحدود العراقية ومن جهة أخرى الاردنية، يعي التنظيم ومن خلال التوجه اللوجستي واحيانا بدعم وتوجيه امريكي! بأن هذه الخارطة لا بد ان يتم ترسيمها بضم هذا (البازل) المفقود نسبيا، وهو دير الزور، حيث يتم جمعه مع الرقة والحسكة والمدائن وحتى تدمر ضمن امتداد مترامي وحيوي لاختزانه الثروة النفطية في سوريا ووجوده على حدود دولتين، طالما آرقها وجوده وقض مضجعها. شرق الفرات عند التمحيص قليلا في الخارطة الجغرافية للشمال السوري، لا بد ان نلحظ هذا التقاسم، ولو غير المعلن، بين النفوذ الروسي – التركي – الامريكي. في غرب الفرات، وبعد الاتفاقية الغير معلنة، اقدم التركي على فصل الجزء الشرقي، وبتقدمه نحو منطقة الباب استطاع عزل داعش، وحتى مجموعات (سوريا الديمقراطية) التي تمثل الحالة الانفصالية للاكراد قد ابعدت الى شرق الفرات، واوجد بها فاصل وعازل يستحيل بعدها دمج المناطق ذات الاكثرية الكردية.
وهذا ضمن ستاتيكو مدروس مسبقا…. فتكون كيانات وكانتونات تسيطر عليها الاطراف المعنية بالصراع في سوريا، حتم على داعش البدء بمعركة دير الزور وبدفع اميركي واضح! حتى يكون الشرق السوري منطقة نفوذهم ويستطيعون من خلالها الضغط على الدولة السورية وحلفائها، وبذريعة شماعة داعش. مع بدء معركة الرقة قريبا لا شك ان هذا (establishe) او ما يعرف بتكوين أرضية الكونتون (الداعشي)، سيقوم الاميركي بتفليشه حينما ينتهي منه لاحقا, يكون قد قدم ما قدم لها من خدمات، واستنزف مبتغاه الى ابعد الحدود. ان معركة دير الزور وان نجحت داعش في انهائها لصالحه، ستكون عبء كبير على المفاوضات الجارية حاليا! وحتى انها ستخلط الامور وتعود بها الى المربع الاول من شد الحبال وتقاسم النفوذ. مما تقدم يبدو ان معركة دير الزور هي بيضة القبان في تحديد سير الاحداث في سوريا. كما انه لا مناص من خوضها حتى الرمق الاخير.
فإن عدلت الكفة واستولت داعش على كامل شرق سوريا، سيكون لذلك تداعيات كبيرة على مفاوضات الربع الساعة الاخيرة. فالامور والاحداث مفتوحة على جميع الاتجاهات. وحسب احد المراقبين، كلها تصب في اتجاه تقسيم سوريا لاربع (كانتونات) يضمها نظام فيدرالي، وهذا ما رشح عن جدول المفاوضات الاخيرة. ما اراه صعب المنال…..