رادار نيوز – ‘كلّ نزلة وراها طلعة، وكلّ طلعة وراها نزلة’ عبارة شعبيّة يذكّرنا بها الإيزوتيريك بين الحين والآخر، خصوصاً في المراحل العصيبة التي نمرّ بها وتمرّ بها البلاد من حولنا. وإذا ما راقبنا الحركة التي يرسمها المسار المذكور (صعود، نزول، انتظار؛ ثم صعود آخر، الخ) نلاحظ انّها تشبه إلى حدّ بعيد حركة خفقان القلب… بتعبير آخر هي تعبير عن حركة الحياة. فلو كان المسار افقيّاً دونما حركة تواتر لكان ذلك مثال الجمود وبالتالي انعدام التطور – وهي أشبه بحالة الموت إذا ما قورنت بحركة القلب.
وعلوم الإيزوتيريك الإنسانية تؤكّد انّ الوسيلة الأنجع لتفادي حالات الركود هي عبر توجيه الإرادة النافذة نحو السبب بالدرجة الأولى. وهذا ما يفعّل محور الوعي ويرتفع بوعينا فوق المشاكل بعد تحدّيها وتخطّيها بنجاح جرّاء المثابرة والثبات.
أمّا كيف يمكن أن نجعل من الطريق طلعة من دون نزلة؟ فتأتي الإجابة: “عندما نفهم لماذا أتت النزلة أصلاً… فالنزلة تأتي لأنّنا لا نتوعى إلى التفاصيل أثناء الصعود. ولا ننسى قول سقراط الشهير: “إذا مشيت برويّة تكتشف الطريق بكاملها ولا تفوتك المناظر”.
وحيث انّ الإيزوتيريك درب تطبيقية عملانية في شتى الأمور الحياتية، نقدّم في ما يلي بعض الإرشادات العملية التي يسهل تطبيقها ضمن يومياتنا، والتي من شأنها رفع الذبذبة الفردية لدى التواجد في مرحلة صعبة… وذلك بغية مساعدة الإرادة على اتخاذ الخطوات اللازمة لتحويل المسار عبر تغيير المسلك:
- مشاركة رفيق الدرب أو أحد ذوو الإختصاص في تفاصيل الوضع، لما يمكن لنظرتهم من الخارج، وموقفهم الحيادي وخبرتهم، أن يساعد على استنباط الحلول الملائمة وتغيير التصرّفات التي تحدّد المسار…
- العودة بالذاكرة إلى الأيام الحلوة واللحظات السعيدة والمراحل الإيجابية التي مررنا بها. من شأن ذلك أن ينشّط الهالة الأثيرية ويقوّي الكيان ككلّ ضدّ الحالة السلبية، فتسهل المواجهة.
- الحدّ من الانجراف في العموميات المنغّصة، واستبدال أوقاتها عبر ممارسة الأعمال التي نحبّها أو الهواية التي نتفاعل بها إيجاباً، مع التركيز على ممارسة الرياضة البدنية.
- مراقبة أوقات النوم بدقّة والالتزام بها (على أن لا تقلّ عن 6 ساعات ولا تزيد عن 8 ساعات). كذلك انتقاء الأعمال الليلية مسبقا (وبرامج أيام العطلة) حتى لا ننجرّ نحو إضاعة الوقت في التفكير ضمن حلقات مفرغة، ما يزيد الوضع تعقيداً.
- التنظيم، والعمل فوراً على الإنتظام الذي يؤدي إلى عدم الفوضى – لأن الفوضى أسوأ عدوّ للتجدّد، الذي هو بدوره العامل الأساس لتغيير المسار.
لا شكّ انّ الحكمة والإرادة هي الأساس كما بتنا ندرك من تعاليم الإيزوتيريك.
فالإرادة هي التي تجعل من الألم درسًا حتى يغدو معاناة، عبر التعلّم منه كمرحلة أولى من تفعيل الحكمة عمليًّا…
والإرادة هي التي تحوّل الواجب إلى مسؤولية فالتزام…
أخيراً، يطيب لي أن أختم بمقتطفات من محاضرة للدكتور جوزيف مجدلاني، مؤسس معهد علوم الإيزوتيريك في لبنان والعالم العربي:
“دعونا لا ننسى انّ عدم تكثيف الخبرات الحياتية – كي لا نقول انتفائها – وعدم تطبيق المعلومات والإرشادات الباطنية يؤدي إلى تباطؤ الحركة الخارجية والداخلية كما بتنا نعي، مما يؤدي أيضاً إلى حالة تدني الذبذبة، ما يعني إلى الشيخوخة المبكرة. لذلك لنبقى متيقظين، فكثيرة هي التحدّيات التي تنتظرنا على مسار الوعي الإرتقائي…”