رادار نيوز – الأزمات المتلاحقة وظروف الحياة الصعبة تؤثر سلبا على شخصية الفرد ,مما تجعله يشعر باضطراب نفسي وصعوبة في الإدراك وهذا يؤثر على سلوكه في التعاطي والتفاعل مع الآخر، مما يفقده السيطرة على انفعالاته ويقوده إلى التهور. ان تشخيص الاضطرابات الشخصية والتصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشاكل المتعلقة بالصحة يتم تعريفها بناء على ثقافة المجتمع وتوقعاته وعاداته.
لنجد بإن الماسوشية هي سلوك هادم للنفس بحيث يقوم الشخص بجلد الذات بإرادته لأنه يعشق تمثيل دور الضحية والمظلوم والمحروم رغم التذمر والشكوى التي يقوم بها مما يؤدي الى حدوث صدمة نفسية شديدة ، لنجد بأن الالم النفسي هو أشد وقعة من الألم الجسدي.
تنشأ الماسوشية في مرحلة الطفولة حيث تكون مجرد خيال فتتطور إلى ممارسات فعلية ليدمن المرء عليها وتكون عادة ناجمة عن صدمات نفسية وانحراف، أغلب الأحيان تكون نتيجة خلافات عائلية ترتسم في الذاكرة وخاصة عندما تتعرض والدة الطفل للظلم والاهانة أمام اعينه، فيسعى للتخفيف من حدة المخاوف التي تلاحقه نتيجة ضعفه وعدم قدرته على حمايتها، يشعر من بعدها بالذنب فتنشأ لديه عقدة المظلوم.
واحيانا يشعر الماسوشي بالوحدة والخوف من خسارة من يحب يقوم بعدها بدور الضحية فقط ليكسب محبة وعطف الناس ويعود ذلك لقصور في الشخصية والرغبة في التفاني والتباهي ليعوض عن هذا القصور، اما الماسوشية الأخطر فهي المتشددة حين ترتكب بأسلوب قهري وأضرارها بالغة وبعضها ما يقضي إلى الانتحار.
البطاله تعتبر من أهم مقومات الانحرافات السلوكية لذلك على الدولة توفير فرص عمل لكل مواطن، وتتكفل بحقوق الأفراد ,وتسن التشريعات الاجتماعية التي تكفل حقوق المواطن، وتنشأ نوادي رياضية وثقافية للشباب بغرض شغل أوقات الفراغ مما يكمن من خلاله تفريغ طاقتهم الزائدة، وصياغة المناهج المدرسية والتربوية بصورة تتناسب مع حاجة المجتمع ومحاولة رقابة الإعلام والحد من الأفلام المثيرة للغرائز واختيار برامج تثقيفية للشباب.
كما نجد بأن هناك ماسوشية الشعوب نجدها متمثلة بالشعوب العربية التي تتلذذ بالالم، تعشق الظلم والقهر والاستبداد والاستعمار، وعندما تحتدم الأمور تتحول الى غضب عارم تترجم على الارض عن طريق المظاهرات، واحيانا تتطور الى شكل فوضوي في تدمير وخلق حالة من الفوضى للتعبير عن الذات. ان العلاج النفسي للماسوشية تكون عن طريق التحليل النفسي الصحيح للمنحرف “المريض” ومحاولة معرفة الأسباب الرئيسية التي أدت إلى ظهور هذا السلوك. ويكون هناك فرق بين محاسبة النفس من اجب الاصلاح والتقويم بدلا” من جلدها وعقابها وتحميلها مسؤولية كل خطأ، وتكون على أسس علمية بعيدة عن التخويف والترهيب والعقاب. لكي لا تؤثر سلبا على النفسية ويتغلب من بعدها المرء على مشكلاته السلوكية.