لا ضير ان تكون هناك اصطفافات في اي صراع القائم، ان كان تحت شعارات براقة كالحرية وتحصيل الحقوق وما شابه.
لكن هل الصراع الآن اصبح ضمن نطاق تلك الحدود ام تخطى كل الموانع السابقة التي تعد من المحظورات؟
بالنظر الى الخطاب الطائفي الان الذي اخذ منحى خطير في الاصطفاف، نرى ان الامور اصبحت بحل من اي ضوابط!
وما المجاهرة هذه الا توصيف لحقيقة الصراع هذا.
فالتجاذب الحاصل الآن ما بين الدول الاقليمية، وخصوصا تلك الدول التي تصبغ بلون طائفتها ومذهبها، آخذ في التصاعد بحيث اصبح الصراع ينحو باتجاه اصطفافات واطلاق شعارات لطالما لم نعهدها من قبل.
ما هو لافت تبني نخبة من المثقفين هذه الشعارات واطلاقها على عواهنها دون وجل.
فان ينبري احدهم بمقال يقول به (حلب السنة تباد) ام (الموصل سنية) وآخر يعتبر هذه الحرب التي تدار رحاها في سورية كربلاء العصر بامتياز! فهنا يجب ان نتوقف مليا امام مشهدية جديدة!
ان معركة حلب ليست الا تثبيت لاحجار على رقعة الشطرنج. وهذا المضمار تتصارع عليه قوى اكبر من ان تصنف بتصنيفات طائفية ضيقة.
فالازمة في الشرق الاوسط اصبحت ميزان ثقل لكلن من القطبين العالميين، وصراع مصالح كبير.
فإن تسخيف هذا الصراع ووضعه ضمن غايات وصراعات لطالما كانت المبضع الذي قسم ضهر الاسلام ووضعه في اوهن حالاته! فهذا لن يغير حال.
التجهيز لمعركة الموصل على قدم وساق والقرار فد أتخذ لتحريرها.
فهل هذا التجاذب يحول دون اتمام المهمة؟
المعلومات الواردة من الموصل تقول ان الكثير من الاجانب الذين قدموا اليها وانضموا لداعش قد انتقلوا الى الرقة! وهناك مفاوضات مع اهل الموصل ومع الذين بقوا لتسليمها دون وقوع مجزرة كبيرة، حيث ان الاكتظاظ السكاني ووجود الكثير من المدنيين لن يحول دون وقوعها!
وعليه فان الاميركي ينتظر حتى تنجلي هذه المفاوضات.
اما معركة الرقة فهي مؤجلة حتى اشعار آخر.
فهيا مربوطة بمعركة الموصل وما يماط عنها.
فالتركي محشور في الزاوية، وما دعوة العبادي لها الانسحاب من بعشيقه الا رأس جبل الجليد،
فهو يعلم بان ترك الموصل للاكراد لا بد انه سيضع راسه في المقصلة وهذا ما يستشعره.
وتركيا تعتبر بخطابها الآن هي من يدافع عن السنة، مع التنويه بان الاكراد جلهم منها.
ان التشرذم الحاصل، لا بد انه سيفاقم الازمة ويعقدها. فلا رفع لواء الدفاع عن السنة والخطابات التي يستغيسها المحكومين بالفكر التكفيري، ولا هؤلاء المتذمتين من الفكر الآخر سيغير الحال.
والاسلام بين المطرقة والسندان……