العدالة الآلهية وجدت على الأرض لقيادة البشر نحو طريق الخير من خلال تدريب النفوس وتوجيهها لعمل صالح بعيدا” عن النزوات والشهوات، متسلحة بالايمان والسلام الداخلي مما يزيد من نقائها وصفائها.
تكريما لها انزلت الكتب السماوية لتزيد من وعي البشرية، وهدايتهم الى طلب المعرفة لما تحمله من رسائل مليئة بالمحبة والرحمة ،ومساعدتهم في تجميل ارواحهم بالنقاء والصفاء بعيدا” عن كل تعصب أعمى تجاه أي من الديانات الأخرى، فالايمان نور وهدى يعكس شعاعا داخليا يضىء درب الهداية لكل من حوله.
أما العدالة الاجتماعية نجدها في نظام اقتصادي اجتماعي هادف لأزالة الفوارق الاقتصادية بين طبقات المجتمع وهو مبدأ اساسي للتعايش السلمي داخل الوطن الواحد،لكسر الطبقية ونحقيق الازدهار.
ان تحقيق العدالة الاجتماعية يرتبط بالبعد الدولي و بالتراكمات التاريخية والتعقيدات السياسية والجغرافية والتنموية لنجدها مجتمعة تبعدنا عن واجباتنا وتنسينا تلبية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لشعوبنا خاصة بما يتعلق ” بالعيش الكريم –الغذاء – المسكن – الصحة-التعليم والعمل” فعندما نتطلع بحال مجتمعاتنا العربية نجد هناك هوّة في التفاوت الاقتصادي والتنموي نتيجة السياسات الخاطئة التي تكرس الفقر والتهميش للمواطن وعدم المساواة فيما بين الشعب الواحد مما يخلق الطبقية، الشعور بالدونية ليّولد الحقد ويكرس النعرات الطائفية.
العدل هو أهم الدعائم التي يقوم عليها كل مجتمع صالح، من خلال عدم التمييز بين أفراده من خلال المساواة في الحقوق والواجبات والتكافؤ في الفرص وذلك بعدم تهميش اي طبقة من طبقات المجتمع فثروات البلاد من حق المواطنين وليست حكرا” على احد والمجتمع الذي لا يقوم على أساس متين من العدل والإنصاف في توزيع الثروات بالتساوي هو مجتمع فاسد مصيرُه إلى الانحلال والزوال.
العدالة والحكمة الإلهيتان منـزهتان عن الظلم؛ لنجد ضرورة العدل مع الظالم والمظلوم في زمان قد استولت فيه الأنانية واستهدفت المنافع الشخصية حتى انحصر شعور الإنسان في إنقاذ نفسه، واظهار الحق بدلاً من القوة الذي هو الأصل في تطبيق العدالة والتوازن، وأخيرا نتجه لكل المسؤولين والسياسيين ونقول لهم بأن أبوابُ السماء مفتوحة أمام الإمام العادل وأمام المظلوم على السواء، فليحسنوا التعامل مع الرعية مسترشدين بالعدالة، صوناً لحكمهم وحفاظاً على هيبتهم، لتصان هيبة الحكومة وعظمة الدولة.