رادار نيوز – اليس بمقدورنا تجاهل شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها على المجتمعات العربية بكل تسمياتها ” فيسبوك،تويتر، يوتيوب وغيرها” خاصة في حياة المواطن وفي الحياة السياسية، صحيح انه مجتمع افتراضي، لكنه ابعدنا كل البعد عن حياتنا الاجتماعية والعائلية حتى اصبحنا غريبين وسط بيئتنا.
شبكة التواصل الاجتماعي تعتبر سلاحا” ذو حدين وخاصة في ا لحياة السياسية حيث نجدها من جهة داعمة للتنمية السياسية، ومن جهة أخرى تسبب خطرا” على الأمن القومي في البلاد وخاصة اذا استخدمت من دون ضوابط وقيود وعلى المواطن حسن الاختيار في كيفية التعامل مع هذه الأداة بطريقة ايجابية او سلبية.
ظروف بلادنا القاسية جعلت المواطن العربي العربي يرتاد المواقع الالكترونية ويمضي وقتا” طويلا وراء الشاشة للابتعاد عن همومه ومشاكله والتخفيف عن أعباء حياتية، فالاوضاع الاقتصادية والسياسية المتردية أسهمت بشكل كبير بتهيئة المناخ العام للثورات العربية، وزرعت الوعي داخل الافراد وخاصة بمفهوم التغيير السياسي وذلك بتسليط الضوء على القضايا الاساسية كالفساد وكبت الحريات، والاعتقالات السياسية بعيدا” عن القيم الديمقراطية واحترام حقوق الانسان.
نجد في بلداننا العربية هوّة كبيرة ما بين المواطن والمسؤول، وحاجز يبعد الشباب عن ايصال الفكر المتحرر الذي يحلم به، لذلك طموح الشباب يتعدى حق التعبير عن ألأفكار بل وجوب الانخراط بالحياة السياسية لادخال تعديلات وتغييرات جوهرية تتكيف مع تطلعاته وتقوم على التعددية والتنوع ، وتعتمد على الاحترام الفكري، وزرع الثقة فيما بينهم وبين المسؤولين السياسيين وذلك بنقل افكارهم ومناقشة قضاياهم السياسية والاجتماعية وتحقيق أهدافهم المستقبلية.
ان بيئة “الويكي” تتسم بالديمقراطية بعيدا” عن أي قيود في حرية التعبير، وعدم وجود شروط للانضمام للصفحات أو المجموعات مما يجعلنا نشعر بالحرية الكاملة في كشف أو اخفاء الشخصية، وطرح الافكار، والابداع في العطاء والمساواة مع الأشخاص بعيدين عن وجود قائد أو زعيم يمثلنا، لنشعر بأن شبكة التواصل الاجتماعي فضاء بلا قيود تكبلنا ،يحتاج اليها جيل الشباب ليمارس الديمقراطية التي يحلم بها من دون خوف من اظهار الرأي والتعبير عن تطلعاتهم بعيدا عن القمع والتعتيم.