فيما يلي نشاط يوم الافتتاح: ندوة عن مئوية سيفو
اطلاق كتابين: مئة عام على مجازر سيفو و إلهي إلهي لماذا لا تتركني؟
وفي اطار نشاطاتها لهذا العام، نظمت دار سائر المشرق أولى ندواتها عن مئوية سيفو شارك فيها الاعلاميون جورج غانم، عماد مرمل، وغسان الشامي وأدارها الأستاذ حبيب افرام في حضور حشد من المثقفين والاعلاميين والمهتمين.
الشامي
استهل الشامي مداخلته بالقول: جاءني في هذا الصباح على بريدي.. لا شيء هنا في مدينة القامشلي سوى حقائب تحتوي على صور ذكريات وأيام وليالي مدينة القامشلي الجميلة. لا شيء هنا سوى مراسم وداع الأحبة والأهل كما قبل مائة عام من ارمينيا الغربية. لا شيء هنا سوى لحظات الانتظار قبل دفن اخر مظاهر الوجود المسيحي.
نعم.. قبل مائة عام أتى من أتى من الرها ونصيبين وسهوب الأوسوين إلى أرضهم في الجزيرة الفراتية هربا” من الطاعون العثماني الطوراني وسيوف اغوات الأكراد. الذين يتظلمون اليوم من الطوراني نفسه . وعلى عادتهم حولوا مصاطب الريح في ذلك الشمال الحزين إلى قمح ومكتبات ومدارس, ورفعوا العدد على أسيجة المنازل, بالورد حاول المكلومون السريان نسيان سيفو, وبالعلم والإنتاج..
لكن أخوة الطين والغبار والنار ينامون عقورا” ثم يستفيقون عندما ينقصون سانحة كي يحيلوا العمران إلى فرابل متربة وتنفر من جيناتهم بربرية الغزو والسبي.
وأشار الى أنه ما بين مطرقة الترك الجدد وهمج دواعشهم وما بين جشع أخوان الكرد الحديثين الساعين الى فرحة السياسة الاميركية والهوس بكيان متخيل وموهوم، ها هي جغرافيا السريان والأشوريون تترمد، ها هم سريان القرى يوغلون في الغياب وأيدي الأخرين تعبت بما بقي من ممتلكات، اين بيوت ومدارس الحسكة… من أخذ اجمل فندق في المدينة، فكيف بالقامشلي التي سميت نصيبين الجديدة التي ينادي تاريخها من كل طائرة تغادر مطارها.
وأضاف: إنهم يلاحقون عبق التاريخ بيد من دهاء ورمح من حديد صدىء والتاريخ أيها السادة لا بلتفت إلا للنتائج، والنتيجة في تقرير رفعته إحدى الكنائس إلى الفاتيكان عن ملاعب الريح في ذلك الشمال يشي بالفاجعة، كيف تغادر العالم يوميا، تجمع بقايا احلامها وترحل والمطارنة والأساقفة يعرفون هذه العائلات التي تلجأ اليهم من أجل بعض الأوراق, وهنا من يرحل من دون أن يلتفت إلى كنيسة أو أرض بل الى موعد الطائرة.
وقال: هل سمعتم بأملاك الغائبين.. نعم أعتقد في فلسطين المحتلة ولكنكم لم تسمعوا بمثله في الجزيرة السورية، فالإدارة الكردية تحاول اقتناص املاك الناس الذين يغادرون، على مبدأ الحلول الديمغرافية ويفرضون تعليم اللغة الكردية حتى قبل ان يتوفر لها كتاب القواعد. إن سيفو قد ترك لنا حفيدة وبات أهل ذلك الشمال ضحايا سيفه المثلث من تركيا ودواعشها وجشع قادة الكرد.
واستطرد قائلا: نعم.. كان المطلوب الصمود ولكن لا تنظروا الى المائة عام المنصرمة فقط. اي الى الوقت المستقطع بين مذبحتين، بل عودوا الى فجر المسيحية وتعالوا بنا لقد دفع السريان ثمن اسمهم واراميتهم ومشرقيتهم منذ أول بيزنطي تآمر على هذه المنطقة ثم بعد الفتح الحجري دفعوا ضريبة تحديث وتطوير إدارة العرب لهذه البلاد وخلال كل عصور التغوّل والإنحطاط التي ما تزال مستمرة منذ ألف سنة .
وختم بالقول: إنني أنحني أمام الآلام السريان وجلجلتهم المنصوبة على قارعة المشرق الذي لم تترك بعض أقوامه أمامهم سوى حقيبة السفر لولا بعض الذين آمنوا أنهم ملح هذه الأرض. لم أورد ما سبق دفعاً لليأس بل لقراءة الوقائع والواقع وأدعو الى تركن من خرج من الجزيرة في وسط سوريا حتى يستبان خيط الصباح.
تلا الندوة إطلاق كتاب “مئة عام على مجازر سيفو” وتوقيع كتاب “إلهي إلهي لماذا لم تتركني؟” للباحث السرياني العراقي غابرييل عطوي.