رادار نيوز – أبدى الرئيس نجيب ميقاتي دهشته من الإنقلاب السريع في مواقف الرئيس سعد الحريري التي أطلقها الأسبوع الماضي، مشدداً على أن الحوار بين “تيار المستقبل” و”حزب الله” ممتاز في كل الأحوال. وأعلن أنه مع التفاوض لإطلاق العسكريين المخطوفين بأسرع وقت، متسائلاً عن السبب الذي يمنع المجلس العدلي من إنهاء ملفات الموقوفين الإسلاميين. وفي سياق آخر أعلن أن مقام رئاسة الوزراء تأثر سلباً بالآلية المعتمدة حالياً لأخذ القرار في ظل الفراغ الرئاسي، فبات رئيس الحكومة بمثابة وزير دولة.
وقال في حديث لبرنامج “كلام الناس” عبر قناة “LBCI”: “أؤيد الحوار إلى أبعد الحدود والرئيس سعد الحريري كرر الأسبوع الماضي ما كنت أقوله أنا في هذا المجال… وكان واضحاً في كلامه الإنقلاب الكبير في المواقف“.
ورأى أن “الفتنة السنية ـ الشيعية اليوم في أدنى مستوياتها و”الحوار المرتقب هو ما نريده”. ورداً على سؤال أجاب: “الحملات المستمرة على نجيب ميقاتي خير دليل على أنني أمثل حالة ثنائية مع تيار المستقبل وأنا على استعداد لشراكة كاملة، إنما متساوية، مع سعد الحريري“.
وعن علاقته برئيس “اللقاء الديمقراطي” النائب وليد جنبلاط شدّد على أنها ممتازة، وأضاف: “هو (جنبلاط) دائماً يسعى للسلم الأهلي لأن دوره محفوظ فيه”. وتابع: “كلام جنبلاط عن أن الحريري رجل دولة ذكرني بكلام الأخير عن الأول حين وصفه بالكاذب“.
ولفت إلى وجود حسرة في القلوب على الشهداء من الجنود اللبنانيين وعلى المخطوفين منهم، متمنياً عودتهم، والصحة للرئيس عمر كرامي. وشدد على أن الرئيس رياض الصلح كان أبو الميثاق وأبو النأي بالنفس، والرئيس رفيق الحريري ترك بصمته على شيء في الوطن لكني أتمنى أن أكون نجيب ميقاتي دائماً.
في سياق متصل، رد ميقاتي على الذين قالوا إنه خان طائفته بالقول: “إذا قيل أني خنت طائفتي فهناك أشخاص تغني طائفتها بينما يستغلها الآخرون”. وتابع “لا يمكن أن أكون خارج أي إطار سنّي جامع يصب في المصلحة العامة“.
سئل عن علاقته بـ”حزب الله”، فأجاب بأن تعامله مع وزراء الحزب كان جيداً في الحكومة وأن مواقفهم كانت صادقة دائماً، وتابع “أنا لا أنتظر الثناء لا من 8 ولا من 14 آذار ووطنيتي عندي في المقام الأول“.
نفي لتمويل المسلحين
ونفى، رداً على سؤال، أي مساهمة منه في تمويل أي مجموعة مسلحة في طرابلس أو غيرها،” مشدداً على أن “الإستقرار القائم حالياً في لبنان هو حصيلة ما راكمناه من علاقات دولية لدعم الدولة”. وأضاف: “آل ميقاتي موجودون في طرابلس منذ 300 سنة ولسنا نحن محدثي النعمة في المدينة،” موضحاً أن “كل أهالي طرابلس يريدون السلم ولا إمتداد للحوادث الأمنية البسيطة بين فترة وأخرى”. وفي موضوع الجيش، قال ميقاتي: “الجيش هو المؤسسة الحامية للوطن ونحن ضد التحريض عليه إذ لا ملجأ لنا غيره“.
من جهة أخرى، لفت الرئيس ميقاتي إلى “إبتذال سياسي كبير يحصل في موضوع شادي المولوي ونحن لم نتدخّل بملفّه لا من قريب ولا من بعيد”، مضيفاً أن “عندما اعتقل المولوي اجتمعت فعاليات المستقبل وبينهم الرئيس السنيورة والوزير نهاد المشنوق وأدانوا طريقة إعتقاله وطالبوا بمعاقبة الضابط، ولكنهم اليوم يحاولون التقرّب منه،” مشدداً على أن “المولوي لم يستقلّ أي سيارة تخصني“.
العسكريون المخطوفون
وعن المخطوفين العسكريين قال: “خلال ترؤسي الحكومة السابقة حصل موضوع مخطوفي أعزاز، وتابعناه بسرية كاملة مع رئيس الجمهورية حينها ميشال سليمان ومدير عام الأمن العام اللواء إبراهيم الذي قام بعمل وطني وممتاز في الملف“.
إلى ذلك، أكد ميقاتي أنه “مع التفاوض في ملف المخطوفين العسكريين ولكن بما يحفظ سيادة لبنان،” متسائلاً “ما الذي يمنع إنجاز محاكمات الموقوفين الإسلاميين في رومية وختم الملف؟“
وإذ حيا الرئيس تمام سلام، الذي يتمتع بوطنية كبيرة وينتمي إلى بيت سياسي عريق، قال: “موقع رئاسة الوزراء تأثر سلباً بالآلية القائمة لأخذ القرار في ظل الفراغ الرئاسي إذ بات رئيس الحكومة بمثابة وزير دولة“.
وعن الحرب السورية والعدد الضخم للنازحين السوريين قال ميقاتي: “أمام الواقع الذي كان موجوداً في سوريا لم يكن أمامنا سوى إستقبال النازحين وعدم إغلاق الحدود، ولكن أفضل أن نراقب حدودنا من خلال المعابر الشرعية“.
التمديد والإنتخابات
وأضاف: “أنا مؤمن بموضوع الإنتخابات النيابية وأدافع عن القرارات التي اتخذتها”، مشدداً على أن “الرئيس نبيه بري صديق وعلاقتي بالنائب سليمان فرنجية ممتازة والعماد ميشال عون إبن الدولة والمؤسسات، وخلافي معه في الحكومة السابقة كان حول مواضيع إقتصادية وإجتماعية، كما أن العلاقة مع الوزير محمد الصفدي ممتازة وهناك جسر بيننا“.
وفي السياق ذاته، شدّد على أن “التمديد للمجلس النيابي أوصلنا إلى الحوار اليوم، وأي حملة إنتخابية تعني تأجيج الفتنة السنية ـ الشيعية،” موضحاً أن “التحالف مع تيار المستقبل ليس هاجساً عندي والمؤكد أنهم سيعملون لإسقاطي“.
واعتبر أن “الوسطية جسر الوصل الذي لا يمكن لأحد العبور من مكان إلى آخر إلا من خلاله والكلام عن الوسطية يصب في مصلحة الوطن”، مؤكداً أن ضميره مرتاح وأن كل قراراته كانت في مكانها.
ورداً على سؤال أجاب “إنتقادي لزيارة الرئيس الإيراني لجزيرة إماراتية يأتي إنطلاقاً من مقررات القمم العربية ويتماشى تماماً مع سياسة النأي بالنفس“.
ودعا ميقاتي إلى “تقديم قوانين وإقتراحات لإنماء مدينتنا الأحب طرابلس، ولقد قمنا بالكثير للمدينة خلال حكومتنا ولكن الفرد لا يمكنه أن يقوم بجهد لوحده من دون تضافر الجهود لإعمار وإنماء المدينة“.
وكشف أنه “في ظل الحكومة السابقة قمنا بمحاسبة ٤ قضاة مع وزير العدل شكيب قرطباوي، وفتحنا ملف الأدوية الفاسدة مع وزير الصحة علي حسن خليل“.