رادار نيوز – لبنان هذا البلد الذي يمتلك من لحظاته الاولى سجل حياته، بحدوده وبحجمه المتميز، الصغير، والكبير بشعبه المحب، المنفتح، بخطواته المتقدمة يؤكد أصالته في انغراس جذوره، وفي عمق التراث، الذي يتلاقى المختلفون فكراً، ورأياً وموقعاً وتوجهاً، فيتحدثون وجهاً إلى وجه، ويتناقشون ثم ينتهون إلى تثبيت المشترك وهو (الجيش اللبناني).
هذا هو الشعب اللبناني بطوائفه، مسلمين ومسيحيين تداخلا حول هدف تمتين الروابط في ما بينهم فانصبت جهودهمً في تكوين الأسرة الواحدة التي جمعتهم في القربة بالدم بالتزاوج والنسب.
انطلاقاً من هذه القناعة نرى أن لكل هذه الأمور اعتبارات في منظومة قيم البشر، كما الإنتماء الى الأرض والجيش الذي نتحصن بهما.
ولكن كل هذه الأمور وإن عظمت شأناً، ليست كفيلة بتعويض ما نريد…
فالرسالة هنا، نرى ان الدولة مقصرة في حق شعبها، في ظل مناخات سياسية اجتماعية ضاغطة، تحترف القهر وتمارس السطوة، متمثلة بهذا الذي فوضه الشعب لينوب عنه، في الندوة النيابية، في تشريع القوانين وأيضاً في تحصيل الحقوق لتتناسب تسميته بالفعل والقول وفي حمل صفة (نائب عن الأمة)…
السؤال التحدي، الا يجب أن تعودوا من غيبتكم للمواجهة على طاولة حوار، والتلاقي المتوازن، لاتخاذ تدابير فيما يحدث من أزمات وما ينتاب مجتمعنا من ويلات، الا يكفي فراغاً في موقع الرئاسة.
اليس من الضرورة تنشيط العقول وإيقاظ الافكار، لمواجهة هذا التحدي المهيمن، على المنطقة، الذي فيه الكثير من العنصرية والتطرف واحتقار الآخرين كما حصل في العراق وبلاد الشام، من حيث إعدام الشباب والرجال، سبي النساء وقطع الأعناق والخطر يقرب باتجاهنا يوما بعد يوم..
اتعلمون ان مستقبل اي دولة يقوم على الحوار والتواصل بين أفراد الشعب ورأس الهرم، وهذا معناه ضرورة السعي وايجاد حوار بناء بين الشركاء في الوطن، وعلى مختلف مستويات الشعب، والحوار الديمقراطي يجب ان يبدأ معكم حتى يعود ويصل الى جميع طبقات المجتمع المدني على اختلاف ميولهم ومذاهبهم والوانهم…
وللمفارقة المحزنة التي تعرفونها جميعاً، نرى التراجع والجهل والتحكم الأعمى حيث فقد بريق الدور ووهج الرسالة.
الا يجب الاستفاقة من سبات طال أمده، لنقول أن لبنان أصبح على شفير الهاوية ان لم يتخذ هؤلاء الحكام قراراً صارماً يتناسب مع العيش المشترك وملء الفراغ السياسي كي لا يكون هناك حجة لمن يحاجج، والوقوع في التهلكة اذا بقي الحال على ماهو عليه..
كفى استخفاف بعقول البشر وحتى الحجر، وكفى كبرياء وخلافات، صنعتموها لفرقة الناس، الا يكفي قهر وخطب رنانة وفارغة.
ان الآتي لقريب من خلال الصناديق، للمتسمرين على كراسي الحكم، فليتحملوا المسؤولية وسنكون مع فسح المجال امام الطاقات الجديدة الشبابية المثقفة لقيادة البلاد.