“المشكلة أننا أكثر شعب يحكي في السياسة ولكننا أغبى شعب فيها”.
رادار نيوز – بيروت في 18 حزيران – يونيو 2013 :استقبل الإعلامي ميلاد حدشيتي الكوميدي ماريو باسيل في برنامج “ناس وناس” الذي يعرض مساء كل أحد بعد نشرة الأخبار على شاشة المستقبل. تطرق الحوار إلى المحرمات التي لا يمكن تناولها في البرامج الكوميدية الانتقادية وهي الدين والجنس والسياسة. فالأول ممنوع احتراماً للمقامات الدينية والثاني لأنه يعتبر موضوع لا أخلاقي والثالث لأن رجال السياسة ما عادوا يردون على الانتقادات. ماريو باسيل البارع في بث رسائل قوية بأسلوب سلس، قال إن الحل الوسط يكمن في كيفية التعامل مع المواضيع الدقيقة، مشيراً إلى أن “الرقابة التي تسمح له ما لا تسمح لغيره”، كما عبّر الإعلامي حدشيتي، سببه أنه يفهم على الرقابة التي تخفف الاحتقان من خلال بعض الموانع كوننا نعيش في بلد طغت فيه ثقافة السلاح والحرب والعنف على ثقافة السلام والمحبة، حيث “بعض الزعران ينشرون آلات الحقد في البلد”. وأشار إلى أن مفهوم البطولة اليوم قائم على العنف والقتل بينما في نظره البطل هو الذي يكسر قوة السلاح بالسلام والحقد بالمحبة، مبدياً أسفه على انتشار العنف في الشرق الذي هو حضارة ومهد الأديان.
تناوُله للمواضيع السياسية والاجتماعية فيه تطرف ضد المتطرفين وإزعاج للسياسيين الذين ما عادوا يتابعونه. Playroom هو الحلم الذي اشتراه وقد أعاد بناء المسرح وفق ما يريح الفنانين في لبنان ليصبح بيت الفنان كما عبّر. فماريو باسيل الذي سافر إلى أوروبا وأميركا حيث خاض تجربة التمثيل في هوليود، عاد إلى الوطن متمسكاً به، على الرغم من الظروف التي أشعرته ببعض الأسف على عدم متابعة حلمه في هوليود أو حمله جنسية أجنبية.
عن عبارته الشهيرة “نحن المقاومة الحقيقية” التي استفسر عنها الإعلامي حدشيتي، غامزاً من قناة الخشية من عدم فهم الناس والسياسيين لها، ردّ ماريو باسيل إن المقاومة تكمن من محاربة الحقد ونشر إيديولوجية معينة تنشر مفهوماً حقيقياً للسلام، من خلال المقومات التي يملكها لبنان من فن وسياحة وثقافة تجذب السياح كافة. وعلى الرغم من كل جرأته هو لم يتلق أي تهديد لأنه يستعمل أسلوب الإيحاء بالكلام أو المشهد لتصل الرسالة إلى الناس. وتحدث عن شخصية ماريوكا التي يقع على عاتقها بث أجرأ الرسائل بأسلوب كوميدي مبطّن.
أما “يللا” فهي كلمة ترافقه منذ عشر سنوات، مستوحاة من الكاتب “أوشو” الذي يطالع كتبه، ومغزاها الاندفاع لكسر حاجز الخوف والدخول في المنظومة العالمية. ماريو باسيل الذي يعبر عن رأي الناس بجرأة وأسلوب ضاحك وتطرف ضد المتطرفين، جمع القطبين السياسيين (8) و(14) على مسرحه على أمل أن يجتمعا في الواقع. لكن “المشكلة أننا أكثر شعب يحكي في السياسة ولكننا أغبى شعب فيها”.