أطلقت وزارة الصحة العامة والجمعية اللبنانية لامراض الروماتيزم بالتعاون مع جمعية مرضى الروماتيزم في لبنان (ارادة) وبدعم من شركة “هوفمن لا روش”، الشهر الوطني للتوعية ضد التهاب المفاصل الرثياني، في مؤتمر صحافي في العجمي في اسواق بيروت قبل ظهر اليوم، في حضور نقيب الاطباء في بيروت شرف ابو شرف ونقيب الصيادلة زياد نصور ومسؤولين ومهتمين ومعنيين بالمرض.
بعد النشيد الوطني، قدم رئيس الجمعية اللبنانية لامراض المفاصل والروماتيزم الدكتور عماد عثمان لمحة عن المرض موضحا انه “مرض معقد ومدمر اذا بقي من دون علاج”، مشددا على “أهمية الكشف المبكر وعلى احالة المريض على الطبيب المختص لتجنيبه مخاطر الوصول الى مراحل متقدمة يصعب معها الشفاء وقد تؤثر على جوانب عدة من حياته اليومية”.
وأشار الى ان “مرض الروماتيزم الرثياني ينشأ نتيجة خلل في جهاز المناعة ويتمثل في التهاب غشاء المفاصل ما يتسبب بالم وورم وصعوبة في الحركة، وقد يؤدي الى تغير شكل المفاصل وتعطل وظيفتها وفي بعض الحالات الى اعاقة دائمة”.
وأوضح ان “المرض يصيب بين ما يقارب ال 0,5 و 1 في المئة من السكان في عمر يراوح بين 40 و50 عاما عموما”، لافتا الى انه “قد يبدأ في عمر السنة، ويصيب النساء اكثر من الرجال بثلاث مرات”.
ولفت الى ان “المفاصل الاكثر عرضة للاصابة هي مفاصل اليدين والقدمين بالاضافة الى المعصم والكوع والكاحل والركبة والرقبة، لكنه عادة يصيب الجسد كله بطريقة متناظرة (أي في الجهتين)”، مشيرا الى ان “من عوارضه تيبس وألم في المفاصل يظهر في الصباح وقد يدوم طوال النهار، بالاضافة الى فقدان الشهية وارتفاع حرارة الجسم وفقر الدم وتجمع الخلايا تحت البشرة”.
وشدد على ان “السبب الاساسي لهذا المرض غير معروف لكن علاقة مؤكدة له بنظام المناعة”، مؤكدا ان “عوامل اخرى عدة تساهم في تطوره منها عوامل الوراثة والبيئة”.
وأشار الى ان “من آثار التهاب المفاصل الرثياني اصابة اكثر من 70 في المئة من المرضى بإعاقة دائمة في المفاصل في اول سنتين من تشخيص المرض، وان تأخر العلاج قد يؤدي الى وفاة مبكرة بسبب مضاعفات كالذبحة القلبية والالتهابات العضوية الحادة”.
واذ لفت الى “عدم وجود دواء شاف كليا من المرض حاليا”، اوضح انه “تم اكتشاف علاجات متطورة تساهم في تخفيف عوارضه، لا سيما الالتهاب والانتفاخ والالم، والحفاظ على وظائف المفاصل والسيطرة على المرض والحد من تشوه المفاصل وتآكلها، وتحسين نوعية حياة المريض والوقاية من العاهة الدائمة”.
ثم تحدث الاختصاصي في امراض المفاصل والروماتيزم الدكتور جاد عقيص فشدد على “اهمية التشخيص المبكر وعلى تسهيل وصول المريض الى الطبيب الاختصاصي في الوقت المناسب”، لافتا في هذا السياق الى “ثلاثة اهداف لجمعية امراض الروماتيزم تتلخص في: توعية المريض لان المرض يتطور ببطء لكن لا مجال في العودة الى الوراء، توعية الاطباء العاملين في حقل الصحة العامة والطب الداخلي كونهم على احتكاك اكثر بالمرضى وتوجيههم الى الطبيب الاختصاصي، والتفاعل مع المجتمع ووزارة الصحة لتتعاونا في برامج توعية المريض وتدريبه على ان يكون فاعلا ومنتجا والا يصل في مرضه الى مرحلة العجز، لا سيما وان كلفة العلاج باهظة جدا، ووضع مشروع لدعم المرضى واجراء دراسات علمية عن المرض”.
أما مدير المكتب العلمي لشركة “هوفمن لا روش” في لبنان الدكتور عبد الرحمن صبره، فأوضح ان “الهدف الاساسي للشركة من خلال دعم حملة التوعية هو اطلاع الرأي العام على المعلومات الصحيحة المتوافرة عن مختلف الامراض ليفيد منها المصاب والمحيطون به”. وحض “الناس على اتخاذ خطوات استباقية وايجابية في ما يتعلق بصحتهم، وزيادة الوعي عن مرض التهاب المفاصل الرثياني خصوصا الذي غالبا ما تتشابه عوارضه بعوارض امراض مفصلية اخرى ما يؤدي الى سوء في التشخيص”.
أخيرا، تحدث ممثل وزير الصحة في حكومة تصريف الاعمال الدكتور محمد خليفة مستشاره الدكتور بهيج عربيد، فشدد على ان “الوزارة تكرس كل جهدها للسيطرة على عدد من الامراض بغية تخفيف المعاناة وآثارها الاجتماعية والاقتصادية من خلال تشجيع التعاون وتسهيله في مجال التثقيف الصحي والبحوث والخدمات التي تقدم للمريض بطريقة فاعلة”.
وأوضح ان “شهر حزيران من كل سنة سيكون شهر التوعية الوطنية عن مرض التهاب المفاصل الرثياني، ما يعني ان الحملة التي ستنطلق اعتبارا من هذه السنة ستهدف الى تعزيز الرسالة التوعوية لتثقيف المجتمع حول اهمية الكشف المبكر عن هذا المرض للتغلب عليه من خلال التشخيص والعلاجات المناسبة، ما سيتيح الكثير من الفرص للمساعدة في تحسين نوعية حياة الاشخاص الذين يتعايشون مع عوارض التهاب المفاصل الرثياني ولا يعلمون حتى انهم مصابون”.
