رادار نيوز – هي العاطفة الجياّشة نحو وطنٍ يحضنه شعب أبيّ؛ هي الخوف على مصيرٍ مجهول، والألم من واقع مرير؛ هي الصيحةُ والصرخةُ من وجعٍ يومي يعيشه الناس في حاضر ضبابي على ماضٍ ينشدونه، ومستقبل يشدُّ البعض من حكامه ومسؤوليه الهمم الواهية ويتقاذفون التُّهم ويتناحرون حولَ المكاسبِ والمناصبِ، ولا يتطلّعون إلى قهرٍ أو فقرٍ، ولا يسألون عن مصير!
إنها الاستغاثة قبل وقوع الهيكل ودماره، وقبل خروج الجياع والمقهورين والمحرومين والعاطلين عن العمل إلى الشوارع. هي صيحةُ الفقراء من إهمالٍ وتهميش، حفرت في قلوبهم ألماً لا يستكين؛ هي صرخةُ أكثرية اللبنانيين من هجرة الأدمغة إلى الخارج؛
هي مناشدةُ الضمائرِ لبدءِ مسيرةٍ إصلاحيةٍ فِعْلِّيَةٍ حقيقِّيَة، ومحاربةُ الفساد الذي يشكلُّ خطراً على وجود وبقاء لبنان بقوةٍ وحزم دون خوف، ووقف الهدر الذي حَرَمَ النَّاس من الخدمات وكل التقديمات من تعليمٍ واستشفاءٍ وماءٍ وكهرباء!
هي صرخةُ روحٍ مدوّية، ووجع كل اللبنانيين، الذين يطالبون محاسبة الكبير قبل الصغير، من دون امتياز لغنيٍ أو وزير أو أمير، وتطبيق القانون على الجميع من دون استثاء من قبل رجالٍ مشهودٌ لهم بالكفاءة والنظافة ومخافة الله في حقوق المواطنين، وقضاءٍ عادلٍ مُسْتَقِّل عن السياسيين وتدخلاتهم وضغوطاتهم.
فهل تُسمع صيحاتنا وصرخاتنا من قبل أصحاب الشأن والقرار؟ أو أنَّ ما كُتب لنا من قهر وذلٍّ ومهانة ثابتٌ، ولا حول لنا ولا قوة إلاَّ بالله العلّي العظيم، نسأله لا رداً في قضائه، بل اللطف فيه؛ وعلى قياسه، نسأل الحكّام لا رداً في الفساد أو القضاء عليه، بل اللطف فيه!
صلاح جانبين
عميد ركن متقاعد