رادار نيوز – بمناسبة الذكرى العاشرة لحرب تموز، ومن خلال برنامج نبض الشرق مع الإعلامية هناء الصالح على قناة سما السورية، وجه رئيس حزب التيار العربي شاكر البرجاوي، التحية الى الجيش العربي السوري والى المقاومة وشهداء حرب تموز، والى شهداء اليوم الذين سقطوا بمواجهة المشروع التكفيري، ان كان في سوريا أو العراق أو اليمن.
اعتبر البرجاوي ان حرب تموز ونتائجها، قد أفشلت او لم تفشل، فالمسألة أخطر وأبعد من ذلك، لقد تم العمل على تدجين العقل العربي وايجاد مفاهيم جديدة لهذا العقل، ليسلّم بالأمر الواقع، بوجود انظمة قمعية مرتبطة بوكالات اميركية من آل سعود وغيرهم.
والباقي من السادات ومبارك، الذين تابعوا مع العدو الصهيوني بإعتبار أنه الا يمكن قتاله، وأوهمونا ان الأميركي حلم لا يقهر، فأتت المقاومة بهذا التدجين لإعادة تكوين الوعي العربي للعقل العربي، ان هذا العدو قابل للهزيمة.
أضاف ان مرحلة المقاومة ايام الاجتياح الاسرائيلي سنة 82 وحصار بيروت 3 أشهر كان هناك تصدي رائع وأسطوري من قبل القوى الوطنية اللبنانية والجيش السوري والثورة الفلسطينية، ومنعوا هذا العدو ان يحقق اي انجاز الى ان تمت التسوية مع ياسر عرفات على انسحاب المقاتلين وانسحاب الجيش السوري تحت الضغط الاميركي والرجعي العربي بذاك الوقت.
تابع البرجاوي حديثه، انه لقد بقي في بيروت بعض من القوى الوطنية والمقاومة، وتفاجئنا من بعد ان قتل بشير الجميّل الذي انتخب تحت الحماية الاسرائيلية، بأن العدو قد أخذ قراراً بالدخول الى مدينة بيروت. يومها كنت مسؤولاً عسكرياً لبيروت، ووجودي بالترتيب ضمن الصف الرابع للقوى المتواجدة على الأرض، وعملنا جولة على القيادات فلم نرى هناك من قيادات منهم من اختبىء في منزل الرئيس صائب سلام ومنهم من اختبىء في سفارة الاتحاد السوفياتي انذاك.
عندها أخذنا القرار على مستوى شبابي في عدم السماح لدخول جيش العدو الى العاصمة العربية بيروت، بقتاله رغم اننا كنا منهكين وكان القتال ضمن الممكن على اساس ان لا نسمح له بان يستقر في هذه المدينة، فعملنا على عدد من المعارك منها على جسر سليم سلام، المتحف، كورنيش المزرعة، المدينة الرياضية، البسطة التحتا، وضربنا له ما يقارب 22.
دخل يومها بيروت وبدأنا عليه العمليات مع بقية الأحزاب من الحزب الشيوعي اللبناني، والحزب القومي مما اضطروا ان ينسحبوا انسحاب كيفي وينادوا بمكبرات الصوت يرجى عدم اطلاق النار على جيش الدفاع الاسرائيلي، هنا أكدّنا مع كامل الأحزاب والقوى اننا ضربنا ودحرنا هذا العدو الذي لا يمكن قهره، كذلك في 2006 حزب الله لم يهزم رغم قرار انهاءه بل انتصر ولم يستطع العدو ان يحقق مايريد، لا بل رفعت صور السيد حسن نصرالله في السعودية وبالوطن العربي على السواء. وهذا دليل على انتفاضة الشعب العربي واعادت المقاومة الأولوية الى فلسطين.
اما للمقاربة بين 2006 و2000، اعتبر البرجاوي انها نتاج طبيعي لنضالات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية والثورة الفلسطينية والمقاومة الاسلامية، وتضحيات الجيش العربي السوري في لبنان.
وقال: سنة الالفين كان انسحاب جيش العدو الاسرائيلي انسحاب كيفي رغم ان الجيوش لا تنسحب بإنسحاب كيفي فكان اول مرة سنة 82 والثاني سنة 2000 الذي اتى من خلال الضغط على العملاء، وحالة الاحباط والهلع عند هذه الجيوش، بالمقابل كان هناك وعي شعبي وبيئة حاضنة للمقاومة، وهذا السبب الذي سرع بعملية الانسحاب، اما في حرب تموز استخدم هذا العدو كامل ضغطه.
بعد ذلك اخذ القرار الأميركي بضرب مشروع المقاومة من خلال الوعي العربي الذي شكّل خطر عليهم. فكانت العقدة عندهم سوريا الحاضنة لهذا المشروع.
وأضاف عن التكفيريين، انهم لو استطاعوا اسقاط النظام في سوريا والسيطرة عليها، لما كانت ستبقى مقاومة في لبنان، لأنهم كانوا قد اغلقوا العمق لهذه المقاومة بإسقاط نظام مقاوم في سوريا، ولا ننسى ان الرئيس بشار الأسد هو مقاوم، سوريا تاريخياً مقاومة، كما وان كان هناك معركة مع العدو الاسرائيلي تعتبر سوريا جزء من هذه المعركة.
اكد البرجاوي في حديثه كيف ان الجيش العربي السوري هو مقلق للإسرائيلي اكثر من اي وقت كان، لإمتلاكه الخبرة والتجربة وخاض المعركة.
في السابق كانوا يرعبوننا بالاسرائيلي وطيرانه الذي دمّر كل شيء، من هنا لم يعد ما نخاف عليه، والقرار كان واضحاً عندما قال الرئيس الأسد نحن سنفتح جبهة الجولان حكماً المقاومة اصبحت شريكة في جبهة الجولان، واصبحت العملية واقعاً يعرفه العدو الاسرائيلي، واصبحت المقاومة موجودة وامر واقع في البيت العربي السوري وبشعبنا السوري.
وذكر شاكر البرجاوي ايضاً بأن المقاومة اليوم اقوى وتسليحها أفضل، ولا ننسى الاسطول السادس مرابط بميناء حيفا لحماية الكيان الصهيوني من المقاومة الاسلامية. وان المعركة مع العدو مختلفة اليوم كلياً مع هذه العصابات، هؤلاء الرعاع الذين يرسلونهم للموت.
يقول البرجاوي ان العدو الاساسي للمقاومة الأول هو الأميركي الذي يمنع تشكيل الواقع العربي لأنه يشكل خطراً على مصالحه ومصالح الاسرائيلي، والثاني هو التركي الذي لديه حلم السيطرة على المنطقة العربية، العدو الثالث هو الاسرائيلي المغتصب لارضنا، والرابع والأخطر هو النظام الوهابي آل سعود الذين اخذوا المنطقة الى مشاريع تكفيرية كما يريد السيد الأميركي.
ثم قال البرجاوي ان هناك خيار من اثنان اما نستسلم لهذا المشروع ويصبح قدر ولا نقاتل، ونقول لهم تفضلوا استلموا السلطة، رغم ان الرئيس بشار الأسد قال لهم: انا قبطان السفينة واخر شخص انزل منها، ونحن بالتأكيد سنبقى معه، فليس هناك خيارات اما نحن اما هم، اما مشروعنا سينتصر اما تسقط هذه الأمة بالكامل. فالأميركي هو ليس بقدر، لقد هزم في العراق وحاول ان ينتقم لهزيمته عبر تقسيم العراق، مذهبياً، وعبر تحريض العراقيين على بعضهم البعض، هذا الأميركي وبأكثر من مكان وحتى في لبنان لملم جنوده وانسحب يوم الهجوم على المارينز في بيروت، وهذا دليل ان الأميركي قابل للهزيمة.
ختم البرجاوي حديثه، عن معركة حلب التي وصفها بليست من سيأخذ الشارع، على قدر من ان نستعيد الشعب السوري الى حضن الدولة، ومد اليد رغم ان الدولة تمد يدها، والمطلوب بناء اقتصاد مقاوم كما المطلوب ان نعزز ثقافة المقاومة أكثر..