رادار نيوز – نظّمت كلية الآداب في جامعة الروح القدس- الكسليك بالتعاون مع المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس (INALCO) وجامعة ابن طفيل في القنيطرة في المغرب مؤتمراً بعنوان “التقاليد الشعرية والسردية والحِكَمِيَّة العربية: استعمال العامية وغيرها من الأشكال اللغوية الشعبية”، بحضور نائب رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب الأب البروفسور كرم رزق، والدكتور صبحي البستاني من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس، بالإضافة إلى أعضاء مجلس الجامعة وعدد من العمداء والأساتذة والطلاب.
قزي
قدّمت المؤتمر الطالبة كريستين قزي من قسم اللغات الحية والترجمة، فأشارت إلى أنّ “منظمة اليونيسكو قد أعلنت رسمياً في 27 تشرين الثاني من العام 2014، عن إدراج الزجل اللبناني على اللائحة التمثيلية لتراث البشرية الثقافي غير المادي”. كما طرحت الإشكالية التي يدور حولها هذا المؤتمر، ألا وهي: “إلى أي مدى يستقي الأدب والشعر الشعبيان العربيان سبب وجودهما من إرادة الله؟ وإلى أي مدى يشكلان التعبير الأصدق عن الواقع الإنساني وحكمة الشعوب؟”
الأب رزق
افتتح المؤتمر نائب رئيس الجامعة وعميد كلية الآداب الأب البروفسور كرم رزق قائلاً: “نحن على دراية بالورشة الاستكشافية الكبيرة التي تنتظرنا في موضوع الأدب الشعبي بشكليه، الشعر والنثر بالإضافة إلى فروعه الأخرى التي يُمكن دراسة كل واحد منها على حدة وفق قوانين التطوريّة اللغويّة والنظام اللغوي التزامني. وتسير العاميّة جنباً إلى جنب مع اللغات القديمة، وتتحاور معها وتستفيد من جميع مواردها. وتحاول أن ترتوي من مصادر وحي بعيدة كلّ البعد عن مكان ولادتها ونشاطها. فهي، ككل كائن حي، تسعى إلى النمو والنضوج والاستقلالية. وتبحث عن القرابة وحُسن الجوار، وتحتاج إلى الحب والحنان لتكبر. وحتى في ذروة نضجها وعطائها، تعبّر عن عرفانها بالجميل وترفض أن تنكر جميل أحد أو أن تقتل أباها أو أمّها”.
وأكّد أنّ “هذا المؤتمر قد تمكّن، للمرّة الأولى، بفضل العمل والمقاربات المعاصرة، من جمع اختصاصيين يمثّلون تعدداً واقعياً ثقافياً غنياً. غير أنّ هذه الخطوة ليست سوى حجر الأساس لعملية طويلة تهدف إلى اكتشاف مكوّنات الحكمة والذاكرة والعبقرية الجماعية وحوافزها “.
البستاني
ثم تحدّث الدكتور صبحي البستاني من المعهد الوطني للغات والحضارات الشرقية في باريس معتبراً أنّ “التعاون القائم بين جامعة الروح القدس والمعهد المذكور قد تجسَّد في هذا المؤتمر الدولي الذي هو بمثابة ورشة عمل لإحياء تراثٍ نابضٍ بكل أحاسيسنا وتأهيله. وتحمل استضافة الجامعة هذا المؤتمر دلالات إنسانية وتاريخية كثيرة، من أبرزها الاستمرار في حمل رسالة الرهبانية اللبنانية المارونية التي تؤديها منذ قرون وقرون. وهي التي جعلت من أديرتها وجامعتها صرحاً للمعرفة والعلم والقيم الروحية والإنسانية. وهي تفتح صدرها واسعاً لكلّ طالب علم مهما كانت طائفته وجنسيته. إنّها رسالة علم تؤدّى في أجواء من المحبة والألفة والأخوّة. وهي رسالة نحرص على استمرارها، خيّرة في هذا الشرق المهدّد كل يوم بهدم تراثٍ اشترك الكل في بنائه”.
أعمال المؤتمر
استمر المؤتمر ليومين كاملين، وتخللته ست جلسات شارك فيها أكاديميون وجامعيون وباحثون من لبنان وفرنسا، والمغرب، ومصر، وألمانيا وطرحوا مواضيع منها: الزجل: لغة ونفَس شعري؛ الزجل المغربي الحديث: مسار وقضايا؛ مسابقات الزجل في لبنان بين التحدي البلاغي والتعبير عن الصراعات؛ رشيد نخله: أمير الزجل؛ شعراء العامية المصريون ودور “المثقف الدارج”؛ مناقشة اللغة في شعر فؤاد حداد؛ الشاعر الشعبي عمر الزعني: صنّاجة المدينة؛ الصورة الشعرية في القصائد العامية لجوزيف حرب؛ القصيدة والقصيدة المعاكسة في أعمال زياد الرحباني؛ فوائد اللغة العربية العامية ووظائفها في المسرح والأوبريت في لبنان؛ الشعر الشفوي المغربي الملحون: ذاكرة مغناة؛ نوعيات العربية والشعر اللهجي عند عبد الرحمان ابن خلدون؛ الزجل الغرناطي أو شعرية الغناء العربي-الأندلسي: علم العروض والموضوعات؛ تفاعل العامي والأدبي في بعض الأعمال اللبنانية؛ الشعر الشعبي اللبناني: شاهد على التاريخ؛ الموسيقى الشعبية؛ صورة المرأة في القصص المغربية: انتقام للحقيقة؟؛ التقاليد السردية والقصص الشفوية: حالة الأطلس الأوسط المغربي…
مسرحية بعنوان: “انتقام”
وفي إطار المؤتمر، نظّمت كلية الفنون الجميلة والفنون التطبيقية في جامعة الروح القدس- الكسليك عرضاً مسرحياً بعنوان “انتقام”، مقتبساً من قصة أرييل دورفمان بإدارة المخرج د. إيلي لحود.
وتجسّد هذه المسرحية إدانة للديكتاتورية وغياب الديمقراطية، والعدالة الفردية والأمن الذاتي وجميع أنواع المحاكمات التي نشهد الكثير منها في عالمنا ومحيطنا وبعض بقاع الأرض، في أيامنا هذه…